الطلاق
الطلاق (يعرف أيضًا باسم فسخ الزواج) هو عملية إنهاء العلاقة الزوجية أو الارتباط الزوجي.
عادة ما يستلزم الطلاق إلغاء أو إعادة تنظيم الواجبات والمسؤوليات القانونية للزواج وبالتالي فسخ روابط الزواج بين الزوجين بموجب القانون في بلد أو دولة معينة.
تختلف قوانين الطلاق بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، ولكن في معظم البلدان يتطلب الطلاق تدخل محكمة أو سلطة أخرى في الإجراءات القانونية والتي قد تنطوي على قضايا توزيع الممتلكات وحضانة الأطفال والنفقة وزيارة الأطفال / أو الوصول إليهم والوقت المخصص للأب / الأم لرؤية الأطفال وتقديم الدعم الطفل وتقسيم المصاريف.
■ تأثيرات الطلاق السلبية على الأطفال
● المشاعر السلبية
قد يجد الأطفال أنفسهم في مكان يصعب عليهم السيطرة على مشاعرهم بسبب تشتت تفكيرهم و رفضهم تقبّل قرار الانفصال حيث تبدأ مشاعر الحزن و الأسى و تترافق مع الفقد والغضب والارتباك والقلق والانفعال و يمكن أن يترك الطلاق الأطفال يشعرون بالإرهاق والحساسية العاطفية لذا قد يحتاج الأطفال إلى متنفس لمشاعرهم مثل شخص يتحدثون إليه أو شخص يستمع لهم.
وينشأ القلق والإجهاد النفسي بسبب الغرق في مستنقع الأفكار التي تحلل سبب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيّداً حيث قد يظنون بأن أبيهما سيتوقفان عن حبهم كما توقف الحب بينهما سابقا!
● الشعور بالذنب
قد يتساءل الأطفال عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الطلاق بين الأبوين و سيحاولون البحث عنها بشتى الطرق و يراود إليهم أسئلة في ما إذا كان والديهم لم يعودوا يحبون بعضهم البعض أو إذا كانوا قد فعلوا شيئا خاطئا أدى لحصول ذلك.
ولكن تؤدي تلك التساؤلات إلى العديد من المشكلات الأخرى حيث يزيد الشعور بالذنب من الضغط ويمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والتوتر ومشاكل صحية أخرى.
● الانعزال عن المجتمع
قد يصبح الأطفال خجولين و قد يبدون غير مهتمين أو حتى خائفين من المواقف الاجتماعية، مثل الخروج مع الأصدقاء أو حضور الأحداث المدرسية.
وذلك بسبب المشاعر السلبيّة و التغيرات التي تحصل في فترة ما بعد الطلاق كارتباطه وتفاعله مع أحد والديه فقط وهو الحاضن له و الابتعاد عن الطرف الآخر و عدم الاحتكاك به لفترات طويلة و غيرها من الأسباب المختلفة.
● تدنيّ في المستوى التعليمي
قد يحصل الأطفال الذين يمرون بمرحلة طلاق والديهم على درجات أقل وقد يحاولون التنصل من مدارسهم و يمكن ملاحظة هذه التأثيرات في سن مبكر بدأ من سن الـ 6 سنوات و تكون بشكل واضح أكثر عندما يصل الأطفال إلى سن الـ 13 إلى الـ 18 سنة.
و تتعدد الأسباب المحتملة لحصول ذلك حيث قد يشعر الأطفال بالإهمال أو الاكتئاب أو تشتت انتباههم و عدم تأقلمهم مع المدارس، وأماكن السكن والأحياء الجديدة مما يُعيق رغبتهم في التعلّم أو الذهاب الى للمدرسة.
● مشاكل في النوم والأكل
قد يزداد وزن الأطفال بسبب التأثيرات النفسية على المدى الطويل حيث يبدؤون بالهروب من تلك المشاعر عبر الإكثار من تناول الطعام وقد لوحظت هذه التأثيرات بشكل خاص عند الأطفال الذين يعانون من الانفصال قبل بلوغهم سن السادسة.
و لا يقتصر ذلك على الطعام حيث يواجه الأطفال في معظم الفئات العمرية مشكلات في النوم و قد يعانون من أشياء مثل الكوابيس أو الإيمان بالوحوش أو الكائنات الخيالية الأخرى التي تثير مشاعر القلق حول وقت النوم.
■ أهم النصائح للتخلص من آثار الطلاق على الأطفال
هُنالك بعض الإرشادات والنصائح الهامة التي يجب على الوالدين أخذها بعين الاعتيار واتباعها؛ للحد من الآثار السلبيّة لقرار الطلاق على الأطفال، ومُساعدتهم على التأقلم والتكيّف معه أكثر، ومنها:
● شرح وبيان الموقف للأطفال القادرين على الفهم والاستيعاب، والتأكيد على على أن قرار الانفصال لا يهدف إلى قلب وتغيير حياتهم، بل إنه يدعم استقرارها، ويُساعدهم على العيش براحةٍ وهدوءٍ أكبر بعيداً عن الخلافات والنزاعات، وفي ظل وجود كلا الأبوين، وإن لم يكونا معهم في نفس البيت.
● وقوف الأبوين جنباً إلى جنب أمام الأطفال وتكاتفهما معاً في الإجابة على أسئلتهم، وطمأنتهم، وسد الثغرات المُبهمة التي تُسبب لهم الخوف والقلق من المُستقبل، والاجتهاد قدر الإمكان في جعلهم مُرتاحين وآمنين، وقادرين على تقبل القرار وآثاره جميعاً بناءً على أعمارهم ومعرفة الأبوين الجيدة بهم.
● منح الأطفال المزيد من الاهتمام والرعاية، ومُشاركتهم الأنشطة الجديدة التي تُخرجهم من أجواء الخوف والاكتئاب بسبب تغيّر ظروف الحياة، ومكان السكن، والمدرسة، وغيرها، بحيث تُساعدهم على بدء حياة جديدة بحب وتفاؤل، مثلاً جعلهم يُشاركون من أجل التأقلم في اختيار الأثاث الجميل لبيتهم الجديد، وانتقاء طلاء مميّز لغرفهم، والتسوق وشراء ألعاب أخرى جديدة تسعدهم وتُغير مزاجهم، وغيرها.
● التأكيد على احترام الأبوين لبعضهما، وبشكلٍ خاصٍّ أمام الأطفال، وتجنّب الإساءة لأي منهما، أو شتمه والتحدث عنه بصورةٍ غير لائقة في غيابه أمام الطفل.
● مُشاركة الوالدين في بعض المُناسبات الخاصة والتي قد تعني الكثير للأطفال، كأعياد الميلاد، أو احتفالات التخرج، وغيرها من الأوقات التي يرغب بها الأطفال بوقوف ومُشاركة كلا الوالدين بها.
● التناوب في دور الحضانة، وعدم إلقاء العبء على الزوج الذي سيعيش معه الطفل، بل الاستمرار في لقائهم، وزيارتهم، أو اصطحابهم للتنزه والاتصال بهم دائماً، وعدم إشعارهم بالابتعاد، أو تخلي أحد الوالدين عنهم بعد الانفصال.
Views: 3