الحروف الهجائية في اللغة العربية
رُتبت الحروف الهجائية العربية ترتيبًا شكليًّا يعتمد “الأشباه والنظائر”
- أي تشابه الحروف من حيث رسمها، في عام 90 هجرية، في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، وبعد 80 عامًا من انقطاع الوحي،
- وقد سُمّي هذا الترتيب اصطلاحًا بالترتيب الهجائي تمييزًا له عن الترتيب الأبجدي، ونظام الترتيب الهجائي للحروف هو: (أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي).
- ويعدّ هذا الترتيب الأكثر تواترًا في الاستعمال، حيث رُتّبت بمقتضاه المادة اللغوية في المعاجم القديمة والحديثة، كما يستخدم هذا الترتيب بشكل عام في تنظيم المصنفات والمصادر والمراجع وكل مادة يحتاج فيها إلى فهرسة.
- الحروف الهجائية عددها 28 حرفًا تبدأ بالألف وتنتهي بالياء وما عداها أشكال للحروف، وعددها خمسة أشكال (ء، ئ، ؤ، ى، ة).
حرف الألف (أ)
الألف: الحرف الأول من حروف الهجاء، وكذلك الحرف الأول للأبجدية العربية والعبرية ومعظم اللغات التي تفرّعت من اللغات السامية وكان علماء اللغة الأوائل يفرِّقون بين الهمزة والألف، وكان بذلك عدد الحروف العربية عندهم تسعة وعشرين حرفًا، أما علماء اللغة المحْدَثون فلا يعتبرون الألف حرفًا هجائيًّا.
ويُنطق همزةً إذا لم يتصل به مدٌّ، مثال: أسد، ويُنطق ألفًا إذا اتصل به مدٌّ، مثال: قرآن. وهو صوتٌ مخرجه من الحنجرة، ولا يُوصف بالجهر أَو الهمس، ساكن انفجاريّ “شديد”، مُرقَّق.
وعند نطقه تُسدُّ الفتحة الموجودة بين الحبلين الصوتيين؛ فلا يُسمح للهواء بالمرور من الحنجرة، ثم ينفرج الوتران، فيخرج الهواء محدِثًا صوتًا انفجاريًّا، ووضْع الأحبال الصوتية في أثناء النطق بصوت الهمزة بين الانغلاق والانفتاح؛ فيخرج الصوت الناتج بين المجهور والمهموس، وهذه الهمزة حرف مستثقل؛ لخروجها من أقصى الحلق؛ فلذلك الاستثقال ساغ في الهمزة التخفيف، والخليل أول من وضع للهمزة رمز “ء” رأس عين “ع”، وتختلف طريقة كتابتها بحسب موقعها من الكلمة. وهي من حروف المعاني، وتأتي للاستفهام والنداء.
حرف الباء (ب)
الباء: المعجمة المنقوطة الموحَّدة التحتيَّة، الحرف الثَّاني من حروف الهجاء في الترتيبين المشرقي والمغربي وأبجديتهما. وهي صوتٌ يخرج من بين الشفتين فهو شفويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ “شديد”، مُرقَّق.
ومنزلتها من حيث الاستعمال في الدرجة الأولى بين الحروف، ولا تخلو منها كلمة خماسية، قال الخليل: فإذا ورد عليك خماسي معرَّى منها فاعلم أنه مُولَّد، وهي أحد الأحرف الستة التي لا تكاد تخلو منها أكثر الكلمات العربية. وهي مؤنثة، تُقصر؛ فتجمع على أبواء، وتُمدُّ؛ فتجمع على باآت، وإذا نَسبت إليها، قلت: قصيدةٌ بَبَوِيَّة، وبائيَّة، وباوِيَّة، وتشتق منها فعلًا، فتقول: بيَّيت باءً حسنةً، أي كتبتها.
وهي من حروف المعاني: ولها معانٍ كثيرة، ومن معانيها: الاستعانة، مثل: كتبت بالقلم، والسببية، مثل: أُخِذ بذنبه، والظرفية زمانًا ومكانًا نحو: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ﴾، وتأتي زائدة في مواضع كثيرة منها: في فاعل كفى، وفاعل فعل التعجب بصيغة الأمر، وفي المبتدأ إذا كان لفظ “حَسْب”، وفي خبر” ليس”، وفي التوكيد بالنفس والعين، وفي المبتدأ الذي يأتي بعد “إذا” الفجائية.
حرف التاء (ت)
التاء: الحرف الثَّالث من حروف الهجاء، وهي صوتٌ أسناني لِثَويٌّ، يخرج من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، مهموسٌ، ساكن انفجاريّ
وتستعمل في الكلام على ثلاثة أضرب: أصلًا، وبدلًا، وزائدًا، فإذا كانت أصلًا وقعت فاءً، وعينًا، ولامًا، فالفاء نحو: تمر وتنأ، والعين نحو: فتر وقتل، واللام نحو: فخت ونحت.
وأما إبدالها فقد أُبدلت من ستة أحرف، هي: (الواو، والياء، والسين، والصاد، والطاء، والدال)، وهي من أحرف الزيادة المجموعة في قولك (اليوم تنساه)، وتأتي زائدة أولًا كتَجفاف، وثانية كافتقار، ورابعة كسنبتة بمعنى: القطعة من الزمان، وخامسة كملكوت، وسادسة كعنكبوت.
وتقلب طاءً في صيغة افتعل التي فاؤها: “ص” أو “ض” أو “ط” أو “ظ”، مثل: اصطبر، واضطرب، واطرد، واظطلم. وتقلب دالًا في افتعل التي فاؤها: “ز” أو “ذ” أو “د” مثل: ازدهرن، اذدكر، ادَّان.
وتدلّ على معانٍ منها: التأنِيث: وتكتب مع الفعل تاءً مفتوحَة ومع الاسم تكتب مربوطة. والنسبة إليها: تائي وتاوي، يُقال قصيدة تائية وتاوية، والجمع: أتواء، وتكون من حيث كثرة الاستعمال في الدرجة الثانية بين حروف الهجاء.
حرف الثَّاء (ث)
الثَّاء: الحرف الرّابع من حروف الهجاء، وهي صوتٌ أسنانيّ ومخرجه من طرف اللِّسان مع أطراف الثنايا العليا، وهو مهموس ونظيره المجهور صوت الذال، ساكن، احتكاكي (رخو)، مُرقَّق
وهي أحد حروف النفث (وهو إخراج الهواء من بين الثنايا وأسلة اللسان)، ومحلها من الذال محل التاء من الدال، ولا تكون إلَّا أصلًا فاءً أو عينًا أو لامًا، فالفاء نحو: ثمر وثبت، والعين نحو: جثل وخثر، واللام نحو: فحث وبعث، ولا تكاد تتركّب مع: (س، ص، ز، ظ، ض) في كلمة واحدة عربية.
وتقلب تاءً: إذا وقعت فاءً في “افتعل” أو ما تصرف منه، وتدغم في تاء افتعل بعدها نحو: اثَّرد، وبعض العرب يقلب التاءَ نفسَها ثاءً، ويُدغم الثائين كقولهم: اثِّأر فلان: إذا أدرك ثأره، وتبدل إبدالًا غيرَ مطَّرد من: “ت”، “س”، “ف”، مثل: توت وتوث، وساخ وثاخ، وثجرة الوادي وفجرته بمعنى: متسعه.
وتأتي في الدرجة الثالثة بين حروف الهجاء من حيث الاستعمال، والنسبة إليها: ثائيٌّ، وثاويٌّ، وثوِيٌّ، وجمعها: أثواء وأثياء وثاءات.
حرف الجيم (ج)
الجيم: الحرف الخامس من حروف الهجاء، وللجيم في العربية نطقًا ست صورٍ:
الجيم الفصيحة: وهي التي أخذ بها القُرَّاء المجيدون، ونسبها علماء العربية إلى وسط الحنك، وضمَّها بعضُهم إلى الشين والياء، وسمَّوها جميعًا الحروفَ الشجرية، ويصفها المحدثون بأنها: صوت لِثَويٌّ، حنكيٌّ، مركَّب (وقفي احتكاكي)، مجهور.
الجيم القاهرية: وفيها تحرَّف الجيم عن موضعها إلى أقصى الفم، فتقرب من الكاف أو القاف، وتصبح شديدة، ويقال: إن هذه الصورة هي الأصل في اللغة العربية واللغات السامية جميعًا، وتطورت منها الصورة الأولى، ويؤيد هذا الرأي التاريخ اللغوي وواقع الحال في اللغات السامية.
الجيم الشامية: وهي صوت لِثَويٌّ حنكي احتكاكي (رخو) مجهور، وهي نطق محليٌّ للصورة الأولى أو تطور لها، وتنطق ياء في بعض بلاد الخليج ولهذا النطق أصل في القديم، وتنطق دالًا في صعيد مصر، وتنطق زايًا إذا تلتها زايٌ في بعض اللهجات التونسية والفلسطينية، ولهذا النطق أيضًا أثر في القديم وإن كان ينسب إلى غير العرب
وتأتي في الدرجة الثانية بين حروف الهجاء من حيث الاستعمال، وقالوا عنها: لا تكون في أصل العربية مصاحبة للضاد إلَّا تالية لها، وأن الجيم إذا اجتمعت مع راء أصلية أو ياء أصلية فالكلمة ضادية فظائية.
حرف الحاء (ح)
الحاء: الحرف السادس من حروف الهجاء، ومخرجها من وسط الحلق، وهي صوت مهموس، ساكن، احتكاكيّ (رخو)، مُرقَّق، يُمدُّ ويُقصر، يُؤنَّث ويُذكَّر.
ولولا بَحَّة فيها لأشبهت العين، وقيمتها في حساب الجُمَّل 8. وهي من الحروف المقطّعة الواردة في افتتاح بعض سور القرآن الكريم.
والنسبة إليها: حائيٌّ، وحاويٌّ، وحَوِيٌّ، والجمع: أحواء وأحياء وحاءات، وتُصغّر على حُيَيَّة، تقول حييت حاءً، أي كتبتها. ويقول عنها علماء العربية: إنها لا تأتلف مع العين في كلمة واحدة، وتأتي في الحروف الهجائية في الدرجة الثانية من الاستعمال.
ولا تكون الحاء في كلمة اسمًا أو فعلًا إلَّا أصلًا لا غير، وتقع فاءً، وعينًا، ولامًا، فالفاء نحو: حرم وحبس، والعين نحو: سحر وضحك، واللام نحو: صبح، وصلح، ولا تكون الحاء بدلًا، ولا زائدة أبدًا إلَّا فيما شذّ عنهم.
وتأتي كلمة حاء بعدة معانٍ: “حاءِ” زجر للإبل مبني على الكسر، ويُقال أيضًا: حاءِ بضأنك، أي: ادْعُها.
حرف الخاء (خ)
الخاء: الحرف السابع من حروف الهجاء، ومخرجها أدنى الحلق إلى الفم من الطَّبق ومؤخِّر اللِّسان، وهي مهموسةٌ، ساكنةٌ، احتكاكيّةٌ (رخوة)، مُفخَّمةٌ.
وتكون أصلًا لا غير؛ فتكون فاءً، وعينًا، ولامًا، فالفاء نحو: خَرْج، وخَرَجَ، والعين نحو: صخر وصخب، واللام نحو: مَرْخ ومَرَخَ. ولا تجتمع مع حرف العين إلا في اللفظ الدخيل.
وتجمع على أخواء وأخياء وخاءات، والنسبة إليها: خائيٌّ وخاويٌّ، وخوِيٌّ، تقول: خيَّيت خاءً، أي كتبتها، وتأتي في الدرجة الثالثة بين حروف الهجاء من حيث كثرة الاستعمال
حرف الدَّال (د)
الدَّال: الحرف الثَّامن من حروف الهجاء، وهو صوت أسنانيّ لِثَويٌّ، مجهور مهموسه حرف التاء، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. ومخرجه من طرف اللِّسان وأصول الثنايا العليا قرب مخرج التاء.
وهو حرف صحيح، يُذكَّر ويُؤنَّث، يكون في الكلام أصلًا وبدلًا فإذا كان أصلًا وقع فاءً وعينًا ولامًا، فالفاء نحو: دُرْجٍ ودَرَجَ، والعين نحو: خَدْلٍ وخَدِلَ، واللام نحو: جَعْدٍ وجَعِدَ. وقد يبدل من التاء إذا كان بعد الجيم كقراءة من قرأ شاذًّا: “يجدبيك” في ﴿يجتبيك ربك﴾. ويبدل باطرادٍ من تاء الافتعال وفروعه إذا كانت الفاء زايًا: كازداد وازدجر، أَو ذالًا مُعجمة: كادَّكر، أَو دالًا مُهملة مثلها: كادَّرأ وادَّفع.
وتقول دوَّلت دالًا حسنةً وحسنًا، وجمعها: أَدْوال ودالات، كمالٍ وأموال، ويأتي في الدرجة الثالثة من حيث الاستعمال، وهو أحد الأحرف الستة التي لا تكاد تخلو منها أكثر الكلمات العربية، وتأتي الدال كلمةً بمعنى: المرأة السمينة.
حرف الذال (ذ)
الذال: الحرف التاسع من حروف الهجاء، وهو صوت أسنانيّ، مخرجه من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، وهو: مجهور، ساكن، احتكاكي “رخو”، مرقَّق.
وهو مؤنَّثٌ، ويجوز تذكيرُه، وهذا الحرف يكون أصلًا لا بدلًا، ولا زائدًا، فإذا كان أصلًا كان: فاءً، وعينًا، ولامًا. فالفاء نحو: ذِكْرٍ وذَكَرَ، والعين نحو: جذْوِة وحَذِرَ، واللام نحو فَخِذٍ وأَخَذَ.
وغالبًا لا تجتمع الذال والسين في كلمةٍ عربيةٍ، ويأتي في الدرجة الثالثة من حيث كثرة الاستعمال. والنسبة إليه: ذاليٌّ، وتقول ذوَّلت ذالًا حسنةً إذا كتبتها، وتصغيرها ذُوَيلَة، والجمع: أذوال وذالات. وتأتي الذال في اللغة كلمةً بمعنى: عرف الديك.
حرف الراء (ر)
الراء: الحرف العاشر من حروف الهجاء، وهو صوت لِثَويٌّ، مجهورٌ، ساكن، تَكراريٌّ “تردُّديّ”، مُرقَّق، ومن الأصوات المتوسطة “المائعة”، ويصدر من طَرْق طرف اللِّسان لحافة الحنك الأعلى عدَّة مرَّات.
وتكون الراء أصلًا لا بدلًا ولا زائدًا فإذا كان أصلًا وقع فاءً وعينًا ولامًا فالفاء نحو: رُشْدٍ ورَشَدَ، والعين نحو: جُرْحٍ وجَرَحَ، واللام نحو: بَدْرٍ وبَدَرَ.
وهي من الأحرف الستة التي قالوا فيها إن كل كلمة رباعية خلت من واحدة أو أكثر منها تكون دخيلة. ولا تكاد تكون الراء بعد النون من غير فاصل في كلامهم، وقليل لما تجتمع الراء واللام متجاورتين في كلمة عربية الأصل، وهي في الدرجة الأولى من الاستعمال بين حروف الهجاء. وتأتي “الراء” في اللغة جمع راءة وهي شجرة ترتفع على ساق ثم يتفرع لها ورق أحرش.
حرف الزَّاي (ز)
الزَّاي: الحرف الحادي عشر من حروف الهجاء، وهو صوتٌ أسنانيٌّ لِثَويٌّ؛ مخرجه من بين طرف اللِّسان وفويق الثنايا العليا، وهو: مجهور، ساكن، احتكاكيٌّ “رخو”، مُرقَّق، من حروف الصفير.
واسمها الزَّاي، وهو الأشهر، والزَّاء، والزَّيُّ. ويُصاغ منها فعلٌ، تقول: زوَّيت وزيَّيت زايًا حسنةً، أي كتبتها أو قرأتها، وتُجمع على: أَزْواء، وأَزْياء، وأَزْوٍ وأَزْيٍ. ويكون أصلًا وبدلًا، لا زائدًا. فإذا كان أصلًا وقع فاءً وعينًا ولامًا فالفاء نحو: زُمَر وزَمَرَ، والعين نحو: بِزْر وحَزَرَ، واللام نحو: جُزْرٍ وجَزَرَ.
وليست الزَّاي معدودة من حروف الزيادة، ولكنها تُزاد قبل ياء النِّسبة إلى الريَّ ومرو. ولا تتركب في كلمة عربية مع: “ص”، “ض”، “ظ”. وبعض العرب كقبيلة كلب تقلِب السينَ مع القاف خاصةً زايًا فيقولون في ﴿مَسَّ سَقَر﴾: مس زَقَر. وتأتي في الدرجة الثالثة من بين حروف الهجاء من حيث الاستعمال
حرف السِّين (س)
الْسِّين: الحرف الثَّاني عشر من حروف الهجاء، وهو صوتٌ أسنانيٌّ لِثَويٌّ؛ مخرجه من بين طرف اللِّسان وفويق الثنايا العليا، مهموس، ساكن احتكاكيّ “رخو”، مُرقَّق، من حروف الصفير، يُذكَّر ويؤنَّث.
ولا تأتلف السين مع الصاد في كلمةٍ عربية، وغالبًا لا تجتمع السين المهملة والذال المعجمة في كلمة عربية. وهو في الدرجة الثانية بين الكلمات العربية من حيث الاستعمال، وهو من أحرف الزيادة العشرة.
والسِّين المفتوحة تدخل على المضارع فتخلصه للاستقبال، وتقرِّب وقوعَه، ويُقال لها: سين التنفِيس، ومنه في التنزيل العزيز: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾.
حرف الشِّين (ش)
الشِّين: الحرف الثالث عشر من حروف الهجاء، ومخرجه من وسط اللِّسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى، وهو من الحروف التي تسمَّى بالشجرية، مهموسٌ، ساكن، احتكاكيٌّ “رخو”، مُرقَّق، يذكّر ويؤنّث.
ويكون أصلًا لا غير؛ فيكون فاءً، وعينًا، ولامًا. فالفاء نحو: شَجَرٍ وشَجَرَ، والعين نحو: قِشْرٍ وقَشَرَ، واللام نحو: نَعْشٍ ونَعَشَ.
ولا تأتي الشين بعد اللام في كلام العرب، ولكن كلها قبل اللام، وجمعُها: أشيان، وشانات
حرف الصاد (ص)
الصَّاد: الحرف الرابع عشر من حروف الهجاء، وهو صوتٌ أسنانيٌّ لِثَويٌّ، مخرجه من بين طرف اللسان وفويق الثنايا العليا، وهو: مهموس، ساكن، احتكاكيٌّ “رخو”، من حروف الصفير، وهو أيضًا مطبق، وهذا الإطباق هو الذي يفرق بينه وبين السين.
ولا يتركب حرف الصاد في كلمة عربية مع: “س” أو “ز” أو “ض” أو “ظ” أو “ج”. ويكون أصلًا وبدلًا لا زائدًا، ويقع فاءً، وعينًا، ولامًا، فالفاء نحو: صُبْحٍ وصَبَرَ، والعين نحو: قَصْرٍ وقَصُرَ، واللام نحو: حَفْص وفَحَصَ.
وإذا كان بعد السين “غ” أو “خ” أو “ق” أو “ط” جاز قلبُها صادًا، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ﴾ فيجوز: يصاقون، و﴿مَسَّ سَقَر﴾ يجوز: صقر، و﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ﴾ يجوز: أصبغ، وإذا جاءت الصاد قبل القاف، يجوز أن تبدل سينًا أو زايًا؛ فيقال: صقر، وسقر، وزقر.
ولا يكون حرفًا من حروف المعاني، وهو اسمٌ لسورة معروفة في القرآن الكريم، ومن الحروف المقطّعة الواردة في افتتاح بعض سور القرآن الكريم، ويأتي في الدرجة الثالثة من حيث الاستعمال
حرف الضَّاد (ض)
الضَّاد: الحرف الخامس عشر من حروف الهجاء، وبهذا الحرف تميّزت العربية. وهو صوت مجهور مزدوج، ساكنٌ، انفجاريٌّ، “شديد”، مُفخَّم، وقد تكتمل شدّته في بعض البلاد العربية؛ فيصبح كالدّال المفخّمة، كما قد تكتمل رخاوته في نطق بعضها الآخر فيُصبح كالزّاي المفخّمة، ومخرج الضاد القديمة عند سيبويه من بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس.
ولا يتركب الضاد مع: “ز”، “ث”، “ط”، “ص” في كلمةٍ عربية الأصل، ويتركب مع الجيم بشرط أن يكون متقدّمًا عليها، فإذا تأخّر الضاد لم يتركب مع الجيم، ويكون أصلًا لا بدلًا ولا زائدًا؛ فإذا كان أصلًا وقع فاءً وعينًا ولامًا مثل: ضعف، وحِضن، وخفض.
والضاد من الحروف الخاصة بالعرب، ولا توجد في كلام العجم إلا في القليل؛ ولذلك يقال: لُغَة الضَّاد يعنون بها: اللُّغَة العربيَّة، وناطقٌ بالضّاد يعني: عربيٌّ، وأبناء الضَّاد أو أهل الضَّاد هم: العرب، وأقْطار الضَّاد: الدُّول العربيّة، ويأتي في الدرجة الثالثة من حيث الاستعمال
حرف الطَّاء (ط)
الطَّاء: الحرف السادس عشر من حروف الهجاء، ومخرجه من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، وهو صوتٌ ساكن، انفجاريٌّ “شديد”، مطبق، ووصفه القدماء بأنه صوت مجهورٌ، ونسمعه الآن في معظم البلاد العربية مهموسًا، يلتقي في لفظه طرف اللسان عند نطقه بأصول الثنايا العليا ومقدّم اللثة، ويضغط الهواء مدة من الزمان، ثم ينفصل فجأة، تاركًا نقطة الالتقاء، فيحدث صوت انفجاري، ويرتفع مؤخر اللسان نحو الحنك الأقصى، ويتأخر قليلًا نحو الجدار الخلفي للحلق.
وتقلب تاء صيغة “افتعل” طاءً ضرورةً لا اختيارًا إذا كانت فاؤها “ص” أو “ض” أو “ط” أو “ظ”، مثل: اصطبر، واضطرب، واطَّرد، واظطهر بحاجتي، أي استخف بها. وكذلك تبدل من تاء الضمير التي تلحق الفعل بعد هذه الحروف: “ب” و”ض” و”ط” و”ظ”، نحو: حَفِظْطَ، وحَضِضْطِ، وخَبَطَّ.
وهو من الحروف المقطّعة الواردة في افتتاح بعض سور القرآن الكريم، ويأتي في الدرجة الثالثة بين حروف الهجاء من حيث الاستعمال،
حرف الظَّاء (ظ)
الظَّاء: الحرف السابع عشر من حروف الهجاء، وهو صوتٌ أسناني مخرجه من طرف اللِّسان وأطراف الثنايا العليا، وهو مجهور، ساكن احتكاكي “رخو”، مفخم، وهو أيضًا مطبق وهذا الإطباق هو الذي يفرق بينه وبين الذال.
وهو حرف عربي خُصَّ به لسانُ العرب، لا يشركهم فيه غيرهم. وهو والثاء والذال في حيّز واحد؛ يكون أصلًا وزائدًا. ويُبدل من تاء الافتعال إذا كانت بعد ظاء نحو: اظَّلم.
وقال بعض علماء اللغة: ولا يتركب مع : “ص”، “ز”، “ت”، “س”، “ض” في كلمة عربية. ومما يضبطه القانون أن الجيم إذا اجتمعت مع راءٍ أصليةٍ فالكلمة ضاديَّة وإلَّا فظائية. و”ظا” في علم حساب المثلثات رمز لظل الزاوية.
حرف العين (ع)
العين: الحرف الثامن عشر من حروف الهجاء، وهو حرف هجاء صحيح مؤنث، وهو صوت حلقي، مخرجه من وسط الحلق، ويعدُّه القدماء من الحروف المتوسطة وهو مجهور، ساكن، احتكاكي “رخو”، مُرقَّق.
وهذا الحرف قدَّمه جماعة من اللغويين في كتبهم، وابتدؤوا به في مصنفاتهم كالخليل بن أَحمد في كتاب “العين” وهو أول معجم عربي.
وتبدل العين من الحاء في لغة بعض القبائل العربية “هذيل”، قالوا: عتَّى في حَتَّى، وتبدل من الهمزة قالوا: عَنْ في أَنْ، وتكون أصلًا لا زائدةً مثل: عَقَرَ ورقع وقرع، ولا تكون بدلًا. ولا تتركب مع الهاء إلا متقدِّمة عليها، فإن تأخّرت لم تتركّب. ولا تأتلف مع الحاء في كلمةٍ واحدة أصلية الحروف. وهي والحاء والهاء من حيّز واحد.
وهي من الحروف المقطّعة الواردة في افتتاح بعض سور القرآن الكريم، وتأتي في الدرجة الثانية من حيث الاستعمال في كلام العرب
حرف الغين (غ)
الغين: الحرف التاسع عشر من حروف الهجاء، وهو حرف هجائي صحيح من حروف الحلق، ومخرجه من بين أدنى الحلق إلى الفم قُرب اللهاة، وهو صوتٌ طبقي من الطبق ومؤخر اللسان، وهو: مجهور، ساكن، احتكاكي “رخو”، مُفخَّم.
وينبغي أن يُنعم بيانها، ويخلص في النطق، لا يغرغر بها فيفرط، ولا يهمل تحقيق مخرجها فتخفى، وتكون أصلًا نحو: غلب وبلغ ولغب. وهي لا تزاد ولا تُبدل.
وجمعها غيونٌ وأغيانٌ وغيناتٌ. وتقول: غيَّن غينًا حسنةً أي كتبها، ومنزلتها من حيث الاستعمال بين الحروف الهجائية في الدرجة الثالثة
حرف الفاء (ف)
الفاء: الحرف العشرون من حروف الهجاء، وهو حرف صحيح من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفوي أسناني مخرجه من بين الشفة العليا وأطراف الثنايا العليا، وهو: مهموس، ساكن، احتكاكي “رخو”، مرقَّق.
وتختلف طرائق كتابتها بين المشارقة والمغاربة قديمًا، فكان ينتشر رسمها الحالي بين المشارقة بينما كان رسمها في بلاد المغرب باختلاف يسير، حيث وضعت النقطة أسفلها لا فوقها.
والفاء حرف مهملٌ لا عمل له، وهو مع الباء من حيّز واحد. ومعناه في اللغة زبد البحر، ويكون أصلًا نحو: فلح وحفل وحلف. وتزاد لإصلاح الكلام نحو: ﴿هذا فليذوقوه حميم﴾، وتأتي للتأكيد.
وتأتي في الدرجة الأولى في الاستعمال في كلام العرب، حتى قالوا: لا يكاد يخلو منها كلام عربي، وقيمتها في حساب الجُمَّل 80، وتقول فيَّيت فاءً حسنةً إذا كتبتها كذلك.
حرف القاف (ق)
القاف: الحرف الحادي والعشرون من حروف الهجاء، وهو صوتٌ لهويّ، ساكن انفجاريّ، وهو في الأصل مجهور أصابه التهميس في معظم الألسنة الآن، وهو أيضًا شديد مفخم ومخرجه من اللهاة مع أقصى الحنك الأعلى.
وتطورت القاف فِي اللهجات العامية تطوّرًا أبعد أثرًا فهي تسمع في لُغَة الكلام همزة، وفي بعض القراءات وفي اليمن وصعيد مصر وبين كثير من قبائل البدو تنطق كالجاف الفارسية، وتلفظ ممزوجة بالكاف، وهي من الحروف المقطّعة الواردة في افتتاح بعض سور القرآن الكريم، وباسمها سورة “ق”، وتأتي أصلًا مثل قعد وعقد ودعق، ولا تأتي زائدة.
والقاف من أمتن الحروف وأصحها جرسًا. والقاف والجيم لا يجتمعان في كلمة عربية فإن جاءت كانت معربة، وقيمته في حساب الجُمَّل 100، وتقول: قوفت قافًا، أي: عملتها. وتكتب بالرسم المغربي القديم “ف”، كما تكتب الفاء بنقطة واحدة.
حرف الكاف (ك)
الكاف: الحرف الثاني والعشرون من حروف الهجاء، وهو حرف هجائي صحيح، وهو صوت طبقي “من الطّبق ومؤخِّر اللِّسان”، مخرجه بين عكدة اللسان واللهاة فِي أقصى الفم، وهو: مهموس، ساكن، انفجاري “شديد”، مُرقَّق.
وتأتي في الدرجة الثانية في الاستعمال بين الكلام العربي، وقيمتها في حساب الجُمَّل 20، وتقول كوَّفت كافًا أي عملتها وكتبتها، وجمع الكاف أكوافٌ “على التذكير”، وكافاتٌ “على التأنيث”.
وهي من الحروف المقطّعة الواردة في افتتاح بعض سور القرآن الكريم مثل: “مريم”، وتكون أصلًا نحو: كمل، وملك، وتأتي جارة ومن معانيها التشبيه، وغير جارة ومن معانيها الدلالة على ذات المخاطب بصفتها ضميرًا له.
حرف اللام (ل)
اللام: الحرف الثالث والعشرون من حروف الهجاء، وهو حرف هجائي صحيحٌ من حروف الهجاء، وهو صوتٌ لِثَويٌّ، مخرجه من طرف اللسان ملتقيًا بأصول الثنايا والرباعيات، قريبًا من مخرج النون، وهو: مجهور، متوسط، ساكن، جانبي، مُرقَّق.
ويكون أصلًا وبدلًا وزائدًا. فالأصل نحو: لمح، وحلم، وملح. وهي من أحرف الزيادة العشرة، وهو من الحروف المقطّعة الواردة في افتتاح بعض سور القرآن الكريم.
واللام أحد الأحرف الستة التي لا تكاد تخلو منها أكثر الكلمات العربية، وهي: (“ب”، “ل”، “د”، “م”،” ك”، “ف”)، مخرجه من طرف اللسان معارضًا لأصول الثنايا والرباعيات. واللام والراء والنون في حيّز واحد. وتقول: لوَّمت لامًا حسنة، أي: عملتها، ويأتي في الدرجة الثانية من حيث الاستعمال
حرف الميم (م)
الميم: الحرف الرابع والعشرون من حروف الهجاء، وهي حرف هجاء صحيح مجهور، متوسط، ساكن، أنفي، مُرقَّق. ومخرجه من بين الشفتين ومعنى كونه أنفيًّا أنه يتسرّب الهواء معه من الأنف.
وهي من الأحرف الستة المنذلقة الشفوية، وجمعها أميامٌ وميماتٌ. وهي والباء والفاء في حيّز واحد. وموَّمتُ ميمًا حسنة، أي كتبتها، وتكون أصلًا نحو: مرح، وحرم، ورحم، ورمح.
وهي من الأحرف الستة التي التي لا تكاد تخلو منها أكثر الكلمات العربية، وتأتي في الدرجة الأولى في الاستعمال، ويستخدم حرف “م” اختصارًا لأشياء منها: مهندس، والمتر، والتأريخ الميلادي الإفرنجي، ودرجة مئوية.
حرف النون (ن)
النون: الحرف الخامس والعشرون من حروف الهجاء، وهي حرف هجائي صحيح، مخرجه من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، أنفي إذ يتسرّب الهواء معه من الأنف مع اللثة العليا وامتداد النفس من الأنف، وهو صوتٌ لِثَويٌّ، مجهور، متوسط، ساكن، مرقَّق.
وهي من حروف الذلق، وتخفى مع حروف الفم خاصةً، وتبين مع حروف الحلق عامة. وهي والراء واللام في حيّز واحد “يذكّر ويؤنث”. وجمعها نونات “في التأنيث” وأنوان “في التذكير”.
والنون من الأحرف الستة التي لا تكاد تخلو منها أكثر الكلمات العربية، وتزاد علامة للصرف في كل اسم منصرف، وهي التنوين الذي يثبت لفظًا ويحذف خطًّا ووقفًا. وفي آخر المثنى وجمع المذكر السالم عوضًا عن التنوين في المفرد. وهي علامة التأنيث في آخر الكلمة، وتأتي في الدرجة الثانية من الاستعمال
حرف الهاء (هـ)
الهاء: الحرف السادس والعشرون من حروف الهجاء، وهي حرف هجائي من حروف المعجم، ومخرجها من أقصى الحلق، وهي: صوتٌ حنجري، مهموس، ساكن، احتكاكي “رخو”، مرقَّق.
وهي من حروف الحلق، ومن حروف الزيادات. وهي والحاء والعين في حيّز واحد. ولولا ههَّةٌ في الهاء لأشبهت الحاء لقرب مخرجيهما. ولا تجتمع مع العين في كلمة واحدة إلا إذا تقدّمتها العين. وتكون أصلًا نحو: هبج، وبَهُج، وجَبَه.
وتبدل من تاء التأنيث في آخر الأسماء عند الوقف كطلحة، إلا قبيلة طيء فإنهم يقفون عليها تاءً فيقولون: طلحت. وتبدل من الياء كهذي في هذه.
وتقول: هَيَّيت هاءً حسنة أي عملتها. وتجمع على أهياء وأهواء وهاءات. وتأتي الهاء ضميرًا للغائب المذكر، وتأتي دالة على المبالغة، و”هـ” اختصار للتأريخ الهجري العربي.
حرف الواو (و)
الواو: الحرف السابع والعشرون من حروف الهجاء، ومخرجها من بين أول اللسان ووسط الحنك الأعلى مع استدارة الشفتين، وهي صوتٌ طبقي، مجهور، متوسط بين الشدَّة والرَّخاوة، مرقَّق.
وتأتي الواو في الدرجة الأولى بين الأحرف العربية من حيث كثرة استعمالها، وهي أحد حروف العلّة، وتجمع على واوات، وتصغير الواو أُوَيَّة أو وُوَيَّة. وتقول قصيدة واويَّة، وتأتي أصلًا في مثل: وسل، وسول، وسلو.
وتقول ووَّيتُ واوًا حسنة، أي كتبتها. وتكون في الكلام أصلًا كما في وعد، وزائدة كما في منصور، وبدلًا كما في واو يوذن المبدلة من همزة يؤذن. وتأتي الواو عاطفة وللقسم، وتأتي علامة إعراب في جمع المذكر السالم وفي الأسماء الستة.
حرف الياء (ي)
الياء: الحرف الثامن والعشرون من حروف الهجاء في الترتيبين المشرقي والمغربي، وهي بذلك آخر حروف المعجم، وهي صوتٌ غاريّ “من الغار ومقدم اللسان”، ومخرجها من بين أول اللسان ووسط الحنك الأعلى، وهي مجهورة، بين الشدَّة والرَّخاوة، مرقَّقة.
وتصغيرها يُوَيَّة وأُوَيَّة وأُيَيَّة. وجمعها ياءات. والنسبة إليها يائيّ وياويّ ويَوَيّ. وقصيدة مُيَوَّاة ومُوَيَّاة: إذا كانت من بنات الياء. ويقال: يَيَّيْتُ وياييت ياءً حسنة، أي كتبتها. وهي تأتي أصلًا كما في يسر وسير ورمي.
وَتَكون الْيَاء أَصْلِيَّة كَمَا فِي الْيَمين واليسار وزائدة كَمَا فِي الْكَبِير وَالصَّغِير وبدلًا كَقَوْلِهِم الأراني فِي الأرانب، وتأتي في الدرجة الأولى من حيث كثرة الاستعمال والدوران في الكلام
و(الياء المفردة) تكون ضميرًا للمؤنثة مثل تقومين وقومي، وحرفًا للمضارعة نحو يقوم ويقمن وضميرًا للمتكلم نَحْو ضَرَبَني وغُلامِي، وَتَكون للتثنية نَحْو الرجلَيْن وللجمع نَحْو الْمُؤمنِينَ، وتأتي الياء المشدّدة للنسبة نحو: كوفيٌّ وبصريٌّ
Views: 1