الجنف
هو حالة تصيب الأطفال عادة وتتسبب في انحناء جانبي غير طبيعي. عادة ما يكون هذا الشكل “S” أو “C” ويحدث في أغلب الأحيان أثناء طفرة النمو قبل البلوغ. يمكن أن يؤثر على أي جزء من العمود الفقري ، ولكن المناطق الأكثر شيوعًا هي مستوى الصدر وأسفل الظهر.
يعرف الجنف بانحراف العمود الفقري مع التواءات في الجذع وأجزاء من العمود الفقري مقابل بعضها البعض. كذلك فإن المظهر الجانبي يكون غالبا متغير أيضا. لذلك يمكن الحديث هنا عن تشوه ثلاثي الأبعاد, انحراف في الأبعاد الثلاثة. في إختبار الإنحناء إلى الأمام (اختبار آدم للانحناء) يمكن ملاحظة الإلتواء في منطقة الجذع بشكل أفضل ( سنام الضلع, الفقرات القطنية)
أعراض الإصابة بالجنف
- عدم استواء الكتفين.
- بروز أحد لوحي الكتف أكثر من الآخر.
- عدم استواء الخصر.
- ارتفاع أحد الوركين أكثر من الآخر.
- بروز أحد جانبي القفص الصدري.
- بروز أحد جانبي الظهر عند الميل إلى الأمام.
- في أغلب حالات الجنف، يلتف العمود الفقري أو يلتوي بالإضافة إلى تقوسه من جانب إلى آخر، ويؤدي ذلك إلى بروز الأضلاع أو العضلات الموجودة على أحد جانبي الجسم أكثر من الجانب الآخر.
أسباب الجنف
في غالبية حالات الجنف تكون أسباب الجنف غير معروفة، لكن حالات عديدة من شأنها أن تسبب الجنف تشمل:
- اعوجاج خلقي في مبنى العمود الفقري.
- إصابة في الجهاز العصبي تُسبب أشكالًا مختلفة من الشلل أو العديد من أمراض العضلات مثل الشلل الدماغي وضمور العضلات.
- إصابات مختلفة في العمود الفقري جراء حادثة أو مرض مثل هشاشة العظام، والتهاب المفاصل.
- مشاكل بنيوية في الهيكل العظمي مثل أن تكون إحدى الساقين أقصر من الأخرى.
تشخيص وعلاج الجنف
يتضمن تشخيص الجنف إجراء فحص بدني في البداية، يتبعه التصوير الطبي كالتصوير بالأشعة السينية أو بالرنين المغناطيسي لتحديد مدى الانحناء. أما خيارات العلاج فتعتمد على شدّة الانحناء وعلى عمر الشخص ومخاطر تقدم الحالة، ويمكن أن تتضمن استخدام دعامة تمنع استمرار التقوس في الحالات المتوسطة، بينما قد يلجأ الطبيب للجراحة في الحالات الشديدة لاستعادة استقامة العمود الفقري.
تختلف كل حالة من حالات الجنف عن غيرها، ولهذا فإن أخصائي العمود الفقري هو الأقدر على وضع الخطة العلاجية المناسبة.
علاج الجنف
الهدف من علاج الجنف هو منع ازدياد الحالة سوءًا وتحسين نوعية حياة المصاب. ولهذا فإن التشخيص والعلاج المبكرين يسمحان لمعظم الأشخاص بعيش حياة طبيعية حافلة بالنشاط.
يعتمد علاج الجنف على مجموعة من العوامل المختلفة، والتي تؤخذ جميعًا بالاعتبار عند اختيار علاج الجنف. ومن تلك العوامل:
شدّة الانحناء: تحدد شدة الانحناء الخيار الأفضل للعلاج، سواء كان استخدام الدعامات أو العلاج الطبيعي أو الجراحة.
عمر المريض: تعتبر الدعامة أكثر فاعلية لدى الأطفال الذين ما زالوا في طور النمو، بينما لا ينصح بإجراء العمليات الجراحية إلا للبالغين ممن يعانون من الجنف الشديد.
تفضيل المريض: يؤخذ رأي المريض وتفضيله بعين الاعتبار عند دراسة الخيار العلاجي الأمثل، فهناك من يفضّل الدعامات بينما يفضل آخرون العلاج الطبيعي أو الجراحة. أما خيارات العلاج فيمكن أن تتراوح من الملاحظة والمراقبة إلى استخدام الدعامات والتدخل الجراحي. وفيما يلي عدد من المقاربات الشائعة لعلاج الجنف:
الملاحظة: إذا كان الجنف بسيطًا (بانحناء أقل من 25 درجة) وكان المصاب ما يزال في طور النمو، فقد ينصح الطبيب بالمراقبة الدورية عبر الفحوصات وإجراء التصوير بالأشعة السينية لتقييم تقدم الحالة. يتبع هذا الأسلوب غالبًا في الحالات التي لا يتوقع فيها أن يسوء الانحناء بشكل ملموس.
الدعامات: قد ينصح الطبيب باستخدام الدعامات للأطفال والمراهقين في مرحلة النمو ممن يعانون من الجنف المتوسط (بين 25 و 40 درجة)، بحيث يجري تصميم الدعامة بما يناسب المصاب بهدف منع تطور الحالة وزيادة الانحناء. ويعتمد نوع الدعامة ومدة استخدامها على عوامل فردية وعلى توصيات الطبيب المعالج.
العلاج الطبيعي والتمارين: يمكن للعلاج الطبيعي أن يساعد في تحسين قوة العضلات ومرونتها وتحسين وضعية الجسم وشكل الوقفة.
وهناك مجموعة من التمارين وحركات التمدد المصممة لاستهداف العضلات المحيطة بالعمود الفقري والتي يمكن ممارستها لتخفيف الألم والحفاظ على توازن وضعية الجسم.
الجراحة: في حالات الجنف الشديد (والتي يزيد فيها التقوس عن 40 درجة) أو في الحالات التي يزداد فيها الانحناء رغم التدخلات الأخرى، فقد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة.
من أكثر الإجراءات الجراحية شيوعًا لعلاج الجنف جراحة تثبيت الفقرات، والتي تدمج فيها فقرات العمود الفقري معًا باستخدام تقنيات الزراعة أو القضبان أو البراغي وغيرها، ما يساعد في استقامة العمود الفقري ويمنع تقدّم الحالة وزيادة الانحناء. ولا بدّ من الإشارة إلى أن خطة العلاج تصمم بشكل فردي لكل حالة من حالات الجنف، وأن خبراء الرعاية الصحية المختصين بالجنف يتخذون قرارات العلاج بناء على ظروف المصاب.
Views: 0