الأورام الليفية في الرحم أعراضها وأسبابها وطرق علاج
الأورام الليفية الرحمية أورام شائعة تتكوّن في الرحم. وتظهر عادةً خلال السنوات التي يمكن فيها حدوث الحمل والولادة. والأورام الليفية الرحمية غير سرطانية ولا تتحول أبدًا إلى أورام سرطانية. ولا ترتبط تلك الأورام بزيادة خطر الإصابة بأنواع سرطان الرحم الأخرى. ويطلق عليها أيضًا الأورام العضلية الملساء أو الأورام العضلية، سنقدم أسباب وأعراض هذا المرض وطرق علاجه.
أهم الأعراض
بشكل عام لا تشكو النساء من أعراض الورم الليفي في الرحم، أما في الحالات التي يسبب فيها هذا الورم شكاوى معينة فإن الأعراض التي قد تعاني منها المصابات تكون على النحو الآتي:
- نزيف حاد خلال فترة الطمث يستمر لمدة أسبوع.
- ضغط وأوجاع في منطقة الحوض.
- ارتفاع وتيرة التبول.
- صعوبات في تفريغ المثانة البولية بشكل كامل.
- إمساك.
- آلام في الظهر أو الأرجل.
- نادرًا ما تشعر المصابة بالورم العضلي بآلام حادة، لكن إذا حصلت أوجاع كهذه فذلك يعني أن الورم قد تضخم إلى حد لم يعد الدم الواصل إليه كافيًا فتحصل هنا حالة من الغرغرينا التي هي حالة من الموت الموضعي للخلايا.
- تقوم هذه الخلايا الميتة بإفراز مواد في المنطقة المحيطة بها، حيث تؤدي هذه المواد التي تم إفرازها إلى ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالألم.
أسباب الأورام الليفية في الرحم
ولا يزال السبب الدقيق لأورام الرحم الليفية غير واضح. قد تلعب هذه العوامل أدوارًا مهمة:
- تغيرات في الجينات. تنطوي كثير من الأورام الليفية على تغيرات في الجينات تختلف عن تلك الموجودة في الخلايا العضلية العادية للرحم.
الهرمونات. يتسبب هرمونا الإستروجين والبروجيسترون في زيادة سماكة خطوط الأنسجة الداخلية في الرحم في أثناء كل دورة حيض للاستعداد للحمل. كما يبدو أن هذين الهرمونين يساعدان كذلك على نمو الأورام الليفية. - تحتوي الأورام الليفية على تركيز أعلى من الخلايا التي يمكنها الارتباط بالإستروجين والبروجيسترون مقارنة بالخلايا العضلية العادية للرحم. إذ تميل الأورام الليفية إلى التقلص بعد سن انقطاع الطمث، ويرجع السبب إلى انخفاض مستويات الهرمونات.
- عوامل النمو الأخرى. قد تُؤثِّر المواد التي تُساعد الجسم على صيانة الأنسجة، مثل عامل النمو الشبيه بالأنسولين، على نمو الورم الليفي.
مواد الخلايا الإضافية (ECM). تعمل هذه المواد على التصاق الخلايا ببعضها، مثل المِلاط بين قوالب الطوب. نتزايد مواد الخلايا الإضافية في الأورام الليفية وتُكسبها طبيعة ليفية. تقوم مواد الخلايا الإضافية أيضًا بتخزين عوامل النمو وتُسبِّب تغيُّرات حيوية في الخلايا نفسها.
يرى الأطباء أن الأورام الليفية الرحمية قد تنجم عن إصابة إحدى الخلايا الجذعية في الأنسجة العضلية الملساء للرحم. إذ تنقسم إحدى الخلايا المفردة بصورة متكررة. وفي وقت ما تتحول إلى كتلة مطاطية صلبة مختلفة عن الأنسجة القريبة المجاورة.
تختلف أنماط نمو الأورام الليفية الرحمية. فقد تكون بطيئة النمو أو سريعة. أو قد تظل بالحجم ذاته. وقد تمر بعض الأورام الليفية بمرحلة من طفرات النمو، وقد يتقلص بعضها من تلقاء نفسها.
وقد تتقلص الأورام الليفية التي تتكون في أثناء الحمل أو قد تختفي تمامًا بعد الحمل، حيث يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي مرة أخرى.
طرق علاج الأورام الليفية في الرحم
نظرًا لأن الأورام الليفية هي الأكثر شيوعًا عند النساء في ذروة سنوات الإنجاب، فإن مسار العمل الأكثر تحفظًا هو الانتظار والملاحظة.
وعادةً ما تتقلص الأورام الليفية من تلقاء نفسها عندما تقترب من سن اليأس. ومع ذلك، واعتمادًا على الأعراض والعمر والخصوبة وعدد وحجم الأورام الليفية، فقد يوصي الطبيب بواحدة أو أكثر من خيارات العلاج التالية:
الأدوية: قد يوصى بخطة دواء تقلل من مستوى هرمون الاستروجين في الدم لتقليل حجم الورم الليفي. وعادة ما يوصف ذلك كدورة أولى من العلاج لدى النساء المقرر خضوعهن لعملية جراحية لاستئصال الورم الليفي.
إصمام الأورام الليفية الرحمية (UFE): طريقة أخرى لتقليل حجم الورم الليفي هي من خلال اصمام الورم الليفي الرحمي، وهو إجراء إشعاعي يحد من تدفق الدم، مما يحرم الورم الليفي من العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو.
الجراحة: في حالات نادرة عندما تكون الأعراض شديدة وفشلت خيارات العلاج الهرموني والدواء، قد يُنصح المريض بالخضوع للجراحة.
تشمل بعض الإجراءات الجراحية التي تساعد على علاج الأورام الليفية ما يلي:
استئصال الرحم: استئصال الرحم هو الاستئصال الجراحي للرحم. عادة ما يكون ذلك إجراء أخير عندما تكون جراحة البطن بالمنظار ومسارات العلاج الأخرى غير ناجحة. نظرًا لأن استئصال الرحم يتطلب إزالة الرحم بالكامل، فإنه غالبًا ما يوصى به فقط كخيار علاجي للمرضى الذين يعانون من أعراض حادة، أو لا يخططون لإنجاب أطفال، أو وصلوا بالفعل إلى سن اليأس.
استئصال الورم العضلي: استئصال الورم العضلي هو علاج جراحي بديل لاستئصال الرحم ويوصف للنساء اللائي لا زلن يرغبن في إنجاب أطفال. وعن طريقه تجري إزالة الورم الليفي من الجدار الداخلي للرحم. اعتمادا على حجم وموقع الأورام الليفية، قد يوصي الطبيب بالمنظار (جراحة عبر ثقب مفتاح) أو جراحة البطن المفتوحة.
استئصال الرحم بالمنظار: استئصال الرحم بالمنظار هي عملية جراحة طفيفة التوغل تُوجَّه عبر تلسكوب رفيع يجري إدخاله من خلال المهبل في الرحم لعلاج الأورام الليفية تحت المخاطية. يمكن إجراؤه تحت التخدير العام أو الموضعي ويتطلب القليل من الوقت للتعافي. في منظار استئصال الرحم، يجب إدخال منظار الرحم عدة مرات لعلاج الأورام الليفية ويمكن للمريض أن يشعر بعدم الراحة وتشنجات البطن لبضع ساعات بعد العملية.
تقطيع الرحم بالمنظار: يستخدم تقطيع الرحم بالمنظار أداة مصممة خصيصًا تسمى مورسيلاتور لإزالة وكي الأورام الليفية. ويختلف عن استئصال الرحم بالمنظار من حيث أنه يجب إدخال منظار الرحم مرة واحدة فقط من خلال عنق الرحم، مما يقلل من خطر إصابة الرحم.
Views: 1