المرأة والرجل

الاختلاف بين الرجل والمرأة, طرق التفكير بين الرجل والمرأة

الاختلاف في التفكير بين الرجل والمرأة

يعتبر العقل البشري عضواً بالغ التعقيد، حيث وجدت دراسات كانت قد تناولت مواضيع المعرفة، والإدراك، والذاكرة، والوظائف العصبية في الدماغ البشري وجود اختلافات واضحة في هذه النواحي بين الجنسين، حيث يمكن أن تعزى هذه الاختلافات إلى عوامل وراثية وهرمونية وبيئية مختلفة، فيما لا يعني ذلك أفضلية أحد الجنسين على الآخر، أو ارتفاع نسبة الذكاء لديه مقارنة بالآخر، إلا أنّ ذلك يشير إلى اختلاف في الآلية التي يعمل فيها دماغ كل منهما، حيث يستخدم الرجال أجزاءً مختلفة من الدماغ لتشفير الذكريات، واستشعار العواطف، والتعرف على الوجوه، وحل بعض المشكلات واتخاذ القرارات عن تلك التي تستخدمها النساء،مما ينتج عنه وجود العديد من الاختلافات في طرق تفكير المرأة والرجل في أمور عدّة يُذكر منها ما يأتي:

مواجهة الضغوط

يختلف الرجل والمرأة في الطريقة التي يواجهان بها الضغوط، حيث يتعامل الرجل مع ضغوط الحياة من خلال مواجهتها أو الهروب منها عند عجزه عن مواجهتها تجنباً لطلب المساعدة من الآخرين، أما المرأة فتواجه الضغوط باستراتيجية مختلفة تماماً تسمّى “الميل والصداقة”، إذ بينّت أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا تشيلي إليزابيث تايلور أنّ المرأة تستخدم استراتيجية الميل والصداقة التي تجعل اهتمامها بتقوية علاقات الصداقة والروابط الاجتماعية يزيد عند تعرّضها لضغوطات الحياة؛ بهدف إيجاد حل مع استمرارية اهتمامها بنفسها وأطفالها أثناء ذلك.

يعود السبب في هذا الاختلاف إلى الهرمونات، فعند تعرُّض أي شخصٍ ذكراً كان أم أنثى للضغط يُفرز الجسم هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) للتخفيف من الشعور به، وهو الهرمون الذي يعززه هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الأنثوي، مما يُساعد على الحفاظ على الهدوء والتؤدة عند المرأة، أما هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) الذي يُفرَز لدى الذكور فإنّه يُقلّل من أثر هرمون الأوكسيتوسين مما قد يتسبب بزيادةٍ في درجة الانفعال لديهم.

القدرات الرياضية

يتكوّن دماغ الإنسان من عدد من الأجزاء الصغيرة، ومن هذه الأجزاء الفص السفلي الجداري (بالإنجليزية:Inferior-parietal lobule) والذي تتمثّل وظيفته في معالجة المعلومات الحسية، إضافةً إلى معالجة المعلومات الرياضية الذهنيّة، ونظراً لكبر حجم الفص الجداري لدى الذكور مقارنة بالإناث -خاصة ذلك الموجود في الجهة اليسرى- تكون القدرات الرياضية الذهنية والتحليلية عند الرجال أعلى من النساء، فيما يُرى أنّ النساء يُركزن على المثيرات التي تتطلب قدراً أعلى من الدقة كالانتباه إلى بكاء الطفل في منتصف الليل مثلاً، حيث يعُّد ذلك من مسؤوليات الجزء الأيمن في الدماغ والذي هو أكبر عند النساء.

حل المشاكل

عند معالجة القضايا المختلفة فإنّ الرجل يميل إلى المعالجة بشكلٍ أفضل في النصف الأيسر من دماغه، بينما تميل المرأة إلى المعالجة بشكلٍ متساوٍ في جزئي الدماغ الأيمن والأيسر، وهذا يؤثر على كيفية معالجة القضايا لدى كلٍ منهما، فمعالجة القضايا وحل المشاكل عند الرجل تتميز بأنها باتجاه واحد، مما يترتب عليه تفكير الرجل في قضية واحدة، أمّا المرأة تتميز بأن معالجة القضايا لديها تكون بشكل إبداعي أكثر من الرجل، كما أنها تهتم بمشاعر الآخرين أثناء ذلك.

اللغة

تتميّز المرأة بتفوّقها على الرجل في الموضوعات القائمة على اللغة والتفكير المرتبط فيها؛ بسبب وجود قسمين مسؤولين عن اللغة لدى المرأة، وهما أكبر من القسمين المسؤولين عن اللغة لدى الرجل، بالإضافة إلى أنّ المرأة تعالج اللغة في نصفَي الدماغ أمّا الرجل فتتم معالجة اللغة عنده في الجزء الأكبر من دماغه، لذا فإنّ تركيب دماغ المرأة ووجود مراكز للغة في نصفي الدماغ يساعدها على التعافي بشكل أسرع في حالات السكتة الدماغية التي تؤثر على مراكز اللغة، بينما يتطلب التعافي منها وقتاً أطول عند الرجل، كمّا أنّ ذلك يُخلّف تفاوتاً كبيراً بين الرجل والمرأة فيما يتعلّق بعدد الكلمات التي ينطقها كل منهما خلال اليوم الواحد، وعدد الحبال الصوتية المستخدمة أثناء ذلك، وحركات الجسد.

الانفعالات والألم

تتميز النساء عن الرجال بعاطفتهنّ وقدرتهنّ على التعبير عن مشاعرهن أمام الآخرين، ممّا يزيد من قدرتهنّ على التواصل، إلّا أنّ ذلك يجعلهن أكثر عُرضةّ للاكتئاب من الرجال، كما تؤثر التغيّرات الهرمونية التي تمر فيها النساء خلال فترات معينة في الحالة العاطفية لديهن كتأثرهنّ باكتئاب ما بعد الولادة مثلاً، وبشكلٍ عام فإنّ عملية التفكير لدى الرجل تتسم بكونها عمليّة منطقيّة بعيدًة عن العواطف، كما أنّ نمط التفكير لديهم يتوجه في خطوط مستقيمة دون تداخل للأفكار، على عكس المرأة التي يتميّز نمط التفكير لديها بأنه تشابكي متشعب. كما تميل المرأة للحديث عن ألمها وتسعى لمعالجته بصورة كبيرة، فيما يتعامل الرجال مع الألم بشكلٍ مختلف، بالإضافة إلى أنّ تعرّض المرأة للألم يتطلب كمية أكبر من المُسكّنات للوصول إلى مستوى الألم نفسه مع الرجل.

الاهتمام بالتفاصيل

تتميز النساء عن الرجال بالتركيز على التفاصيل بشكل كبير، وهذا يفسّر سبب ما تقضيه النساء من وقت طويل أثناء اجتماعاتهنّ التي تتم فيها مناقشة الأمور بتفصيلاتها الكاملة، على عكس الرجال الذين يواجهون القضايا بصورة مباشرة دون الخوض في التفاصيل، بالإضافة إلى قدرة المرأة على التنقل بين الحقائق والمشاعر بيسرٍ وسهولة بسبب كِبَر الجسم الثفني أو الصوار الثَفَني (بالإنجليزية: Corpus Callosum) في الدماغ، والذي يُمثّل مجموعة واسعة وسميكة من الأعصاب التي تربط جانبي الدماغ الأيسر والأيمن معاً، حيث يُلاحظ أنّه عند النساء أكبر بنسبة 25% منه عند الرجال

 

Views: 1

شاركنا رأيك بما رأيت