تعريف الإدغام
الإدِّغام في اللغة هو إدخال شيء في شيء آخر، مثل القول «أدغمت الثياب في الوعاء»، وتعني أنك أدخلتها فيه. والإدْغام في اصطلاح علوم اللغة العربية، هو إدخال حرف ساكن بحرف آخر مثله متحرِّك، من غير أن تفصل بينهما بحركة أو وقف، فيصبحان لشدة اتصالهما كحرف واحد، بحيث يرفتع اللسان وينخفض دفعة واحدة، مثل «مدَّ» و«شدَّ»، وأصلهما «شدْدَ» و«مدْدَ».
يكون الإدغام في حرفين دائمًا أولهما ساكن وثانيهما متحرك. وجميع الحروف تدغم ويُدغم فيها، إلا الألف، لأنها ساكنة أبدًا فلا يمكن إدغام ما قبلها فيها، ولا يمكن إدغامها لأن الحرف يدغم في مثله، وليس للألف مثلٌ متحرّكة حتى يصح الإدغام فيها.
يقول الرضي الاستراباذي في شرحه على شافية ابن الحاجب، الإدغام هو «وصل حرف ساكن بحرف مثله متحرك بلا سكتة عن الأول، بحيث يعتمد بهما على المخرج اعتمادة واحدة قوية.» ويؤكد أن الإدغام ليس الإتيان بحرفين، بل هو الإتيان بحرف واحد، فعنده «الإدغام تغيير الحرف بإيصاله إلى الثاني وجَعلَه معه كحرف واحد.» وقد عدّ ابن جني الأدغام من باب التقريب، فالإدغام عنده «إنما هو تقريب الصوت من الصوت.»
أقسام الإدغام
والإدغام عند علماء اللغة والقراءات قسمان:
صغير أو أصغر: وهو ما كان أوّل المثْلين فيه ساكنًا من الأصل. وهذا النوع يُسمّى الإدراج.
كبير أو أكبر: وهو ما كان الحرفان فيه متحرّكين، فأسكن أولهما بحذف حركته، أو بنقلها إلى ما قبلها. وإنَّما سُمّي كبيرًا لأنَّ فيه عملين، وهما: الإسكان والإدراج، أي: الإدغام. والصغير ليس فيه إلّا إدراج الأول في الثاني.
والإدغام هو:
واجب: فالواجب يكون في الحرفين المِثلَين أو الجنسين اللذين يَسكُن أوَّلُهما. والحرفان الجنسان هما اللذان يقفقان في المخرج ويختلفان في الصَّفات، كالتاء والطاء والدال.
جائز: فهو الذي يقع فيه الخلاف.
والذي تُعنى به كُتبُ اللغة والقراءات عادةً هو الإدغام الجائز.
الإدغام أحد أحكام التجويد هو دمج النون الساكنة أو التنوين بحرف من حروف الإدغام بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا، هو حرف الإدغام.
التجويد في القرآن
الإدغام أحد أحكام التجويد هو دمج النون الساكنة أو التنوين بحرف من حروف الإدغام بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا، هو حرف الإدغام. وينقسم إلى:
- إدغام بغنة.
- إدغام بدون غنة.
- النون الساكنة
الإدغام بغنة
تدغم النون الساكنة مع الحرف الذي يليها مع الشد (في الحرف الذي يلي النون) والغنة مقدار حركتين ويكون مع الاحرف المجموعة في كلمة «يَنْمُو» وهذا النوع من الإدغام يسمى الإدغام الناقص لبقاء الغنة مثل ذلك: من يعمل، من ورائهم، لمن يشاء، من ملجا، فمن نكث. - الإدغام بدون غنة
تضم النون الساكنة إلى الحرف الذي يليها (لا تنطق النون تماما)مع شده دون الغنة ويكون مع حرفي الراء واللام ومثال ذلك من ربهم، ان لن.
ل مثل: مِن لَّدُنَّا
ر مثل: مِن رَّبِّهِمْ
التنوين
بغنة
ي مثل: وبرق يجعلون
ن مثل: يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ
م مثل: عذاب مقيم
ومثل: يومئذ واهية
بدون غنة
ل مثل: فَسَلَامٌ لَّكَ.
ر مثل: غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
إذا وقع حرف الإدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة، فلا يصح الإدغام، بل يجب إظهار النون الساكنة وقد وقع ذلك في القرآن بأربع كلمات هي:(دنيا، قنوان، بنيان، صنوان).
في موضعين من القرآن الكريم تظهر النون الساكنة عند الواو ولا تدغم بها وهما:(يس والقرآن الحكيم) تقرأ: ياسين والقرآن الحكيم، (ن والقلم) تقرأ: نون والقلم.
في قوله تعالى «طسم» تدغم النون الواقعة في نهاية السين بالميم فتقرأ «طا سيميم» وليست «طا سين ميم».
Views: 9