التحرش الجنسي عند الأطفال :
يعتبر مصطلح التحرش الجنسي من بين المصطلحات الدارجة والمستخدمة من قبل الجميع، خاصة وأن تلك الظاهرة قد أصبحت شائعة في الكثير من الدول على مستوى العالم، وقبل التعرف على كيفية حماية طفلك من التحرش الجنسي وعلى الأسباب التي تدفع البعض إلى التحرش بالطفل والوقاية من تلك المشكلة، يجب أولا التعرف على التحرش الجنسي بالطفل.
وهو أن يقوم شخص ما باستخدام الطفل الصغير من أجل إشباع حاجته الجنسية، وقد نجد أن البعض يقوم بملامسة بعض الأجزاء في جسم الطفل المتحرش به، أو أن يرغم الطفل على ملامسة بعض الأجزاء الجنسية للشخص المتحرش، وغالباً ما يحدث التحرش في عمر معين وهو بين الخامسة وحتى قبل الثامنة عشر.
أسباب التحرش الجنسي
بالطبع يوجد الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى انتشار تلك الظاهرة والتي من أهمها التالي:
- تعرض الشخص المتحرش إلى الاعتداء الجنسي من سابق وهو ما يدفعه إلى نفس التصرف.
- ثقة الأهل الزائدة في البعض وترك الأطفال معهم بدون مراقبة مشددة.
- تخوف الأسر من التعرض إلى الفضيحة وعدم محاكمة الجاني.
- عدم قيام الأسرة بتوعية الطفل عن المناطق التي يجب أن لا يمسها أحد.
- كما أن الكثير من الدول لا تضع العقوبات الرادعة للمتحرشين أو من يقوم بالاعتداء الجنسي على الأطفال.
- تعرض العلاقات الأسرية إلى الاضطرابات مما يعود بالسلب على تفكك الأسرة وضياع الأطفال.
توعية الطفل ضد التحرش وحماية الذات :
كيفية حماية طفلك من التحرش الجنسي من خلال الوقاية من الاعتداء الجنسي عند الأطفال تتضمن الكثير من إجراءات التوعية التي يجب على الأهل إخبار الطفل بها، وعن دور الأسرة في حماية الطفل من التحرش فهي على النحو التالي:
- تعريف الطفل عن المناطق المحظورة في الجسم يجب على الأهل أن يقوموا بتعريف الطفل عن مناطق الجسم المختلفة، حتى لا يقوم هو باكتشافها بنفسه وإتاحة الفرصة أمام الطفل حتى يتمكن من التحدث عند تعرضه إلى مشكلة ما.
- يجب على الطفل عدم تغيير ملابسه أمام أي شخص أن لا يقوم الطفل بتغيير ملابسة على الإطلاق أمام أي شخص سوى الأم والأب فقط، كما يجب على الطفل عدم الخروج من المنزل بدون ملابسه كاملة.
- وضع حدود بينه وبين الآخرين وذلك من خلال تحذير الطفل بعدم مساس الآخرين بمناطق معينة في جسمة ومن ثم الوقاية من التحرش الجنسي.
- عدم تصوير الطفل عاري قد تقدم بعض الأسر على تصوير الطفل عاريا وهو ما يجعل الطفل لا يبالي عند تصور الآخرين له عاريا ومن ثم المتاجرة بصوره على الإنترنت.
- تعليم الطفل التحدث بصراحة حيث يجب على الطفل أن يقوم بالتحدث بصراحة عما يحدث له، وأن يترك أي مكان لا يشعر به بأمان على الفور.
- أن يكون هناك إشارة بين الأم والطفل تعليم الطفل مجموعة من الإشارات خاصة إن كان هناك ضيوف، والتي تشير إلى وجود خطر من ذلك الشخص المتواجد في المنزل.
- تطبيق قواعد الأمان على الجميع لوقاية الطفل من الاعتداء الجنسي يجب على الأسرة أن تنبه عليه تطبيق قواعد الأمان على كافة المحيطين به، سواء الأقارب أو حتى المعلمين حتى لا يتعرض الطفل إلى التحرش الجنسي على الإطلاق.
- مشاهدة أعمال كرتونية عن الوقاية من التحرش حيث يمكن للأسرة تشغيل فيلم كرتون تعليمي عن الحماية من التحرش، فهي من الطرق السريعة التي تحمي الطفل من تلك المشكلة ويتمكن من فهمها بشكل أسرع.
- كما يوجد اليوم الكثير من الكتب الإلكترونية والتي تخص توعية الأطفال ضد التحرش PDF التي يمكن للأهل الاطلاع عليها والتعرف على كل ما يخص الاعتداء الجنسي على الأطفال بشكل عام.
دور الأهل في تخليص الطفل من تجربة الاعتداء الجنسي من خلال إتباع الخطوات التالية:
- أن يتم منح الطفل الأمان عند التحدث حتى لا يشعر بالخوف من التحدث مرة أخرى بعد التعرض لتلك الحادثة.
- تشجيع الطفل على رواية كافة الأحداث التي يمر بها يوميا بدون خوف.
- على الأسرة أن تقوم بمتابعة كافة التصرفات الخاصة بالطفل وعدم التحدث بـ عبارات عن التحرش للاطفال. مشاركة الطفل في الكثير من الأعمال حتى يندمج مع الأسرة.
- من بين حلول التحرش بالأطفال وحتى يتمكن الطفل ممارسة الحياة مرة أخرى هي اللجوء إلى طبيب نفسي وهو من الوسائل المساعدة للطفل بشكل كبير لممارسة الحياة الطبيعية.
طرق التعامل مع الطفل عند تعرضه للتحرش :
أولا: شجّع صغيرك/تك على البوح
من المحتمل أن لا ينبس طفلك ببنت شفه، إلا أن القلق يساورك جراء ملاحظتك لعلامات محددة، أو ربما طَرَح الطفل بضعة أسئلة عليك أو أخبرك أحدهم أنه لاحظ شيئا ما أو أن طفلك قال شيئا ما. يمكنك تحفيزه على التحدث من خلال الاستفسار بأقوال مثل: “تبدو مضطربا، هل هناك أي شيء يقلقك؟”، أو “هل أنت بخير؟”، يمكنك أيضا طمأنته بقولك: “لا شيء كبير جدا أو صغير جدا أو مروع جدا لدرجة أنك لا تستطيع الحديث عنه”.
حرض صغيرك أو صغيرتك على وصف دواخله/ـا بقول أشياء مثل: “متى شعرت بالضحك/الألم/الانزعاج؟”، أما إن كانـ/ـت على أعتاب المراهقة، فيمكنك أن تقول: “أستطيع أن أرى أنك تعاني من أجل شيء ما، أتساءل ما الذي يقلقك؟”، إن شعرت أنه قد يُفضِّل التحدث إلى شخص آخر موثوق بدلا منك، فيمكنك أن تسأل: “هل هناك شخص يمكنك التحدث إليه؟”.
ثانيا: محاولة التماسك وعدم الانفعال
لن يجدي الانفعال أو النحيب ما دام أنه لا يَطُول المتحرش بل يُوجَّه نحو الضحية، لذا حاول أن تظل هادئا حتى لا يلوم الطفل نفسه ويظن أنه المذنب. إذا أبديت ثورة واهتياجا فقد يُغيّر الطفل قصته أو يتراجع عنها(10)، لذا التقط أنفاسا عميقة، إذ يحفّز التنفس بعمق وببطء الجسم على التوقف عن إفراز هرمونات التوتر والبدء في الاسترخاء.
كن دافئا عطوفا تجاه طفلك، وتَقَبّل أنه قد يكون لديه مشاعر معقدة حول ما حدث، لكن لا تحاول افتراضها أو التكهن بها، ولا تخشَ من كسر ثقافة الصمت التي تنتهجها مجتمعاتنا والتي تشجع المعتدين على التمادي.
ثالثا: اصغِ بانتباه إلى طفلك
استمع بآذان صاغية إلى كل ما يقوله طفلك، لعلك بهذا تبدد حالة الخوف والتوتر التي تعتريه وهو يروي ما حدث. نعم قد لا يخبرك بكل شيء دفعة واحدة، وإنما تدريجيا على مدار عدة أيام أو أسابيع، لذا تحلَّ بالصبر، وامنح صغيرك/تك الوقت لمشاركة ما بداخله/ـها. لا تقاطعه، دعه يبوح بالقصة بكلماته الخاصة دون تبديل ألفاظه، وبالسرعة التي تناسبه، وأكِّد له أنك ستستمع إليه مهما حدث.
إذا كنت بحاجة لطرح أسئلة فاجعلها مفتوحة، مثل “ماذا حدث بعد ذلك؟”، احصل على معلومات تفصيلية وكافية منه، وتعرف على الوضع الحقيقي، وكم عدد المرات التي تعرض فيها للتحرش وكيفيته ومكانه ووقته، فحينما يُسمح للطفل بالتعبير الحر يساعده ذلك على التخلص من المشاعر السلبية التي تسمح له بالانطلاق والتفريغ؛ ما يخفف من وطأة المشكلة على نفسه.
رابعا: هدِّئ من روعه
صدِّق طفلك، وأخبره بذلك، حتى لو بدا لك بدايةً أن ما يتفوه به غير واقعي أو لا معنى له. بعد معرفتك لما حدث ابذل ما بوسعك حتى تمد الطفل بالراحة وتنفض عنه الضيق والجزع اللذين لم يفارقانه منذ أن تعرّض للموقف، وذلك بإظهار الحب له، وعدم سؤاله عن سبب عدم إخبارك بالأمر في وقت مبكر، حتى لا يلوم ذاته.
أبلِغه مدى تفهمك لما تعرض له وأنه كان ضحية، وتقديرك لمشاعره الخائفة، مع التأكيد على أنه هو الذي يهمك، وأنك ستعاقب من تعرض له، وستعمل على حمايته. علِّمه كيف يتصرف مستقبلا، حدِّثه عن مدى شجاعته وأنه قد فعل الشيء الصحيح بالتحدث معك.
قد يطلب منك طفلك التعهد بعدم إخبار أي شخص آخر، لا تقطع وعودا يصعب الوفاء بها، يمكنك القول إنك ستبذل قصارى جهدك للحفاظ على سلامته؛ ما قد يعني أنك ستحتاج إلى التحدث إلى أشخاص آخرين، ولكنك ستخبره بما ستفعله.
خامسا: التصدي للمتحرش واحتواء الطفل
أَبعِد الطفل عن الشخص الذي قام بالتحرش، واحمِه منه، وذلك بإخطار الشرطة أو هيئة مختصة. وإذا كان المتحرش يعمل في مكان يوجد فيه أطفال أو على احتكاك معهم، حذِّر الإدارة التي يعمل لديها من أجل حماية الأطفال الآخرين، وذلك بعد التأكد التام من أنه هو من قام بالتحرش. أما في حال اكتشفت أو شككت بأن طفلك قد تعرض للاعتداء الجنسي من قبل أحد أفراد الأسرة، فجد طريقة لإدارة مشاعرك، حتى تتمكن من التركيز على خلق بيئة آمنة لطفلك خالية من الأذى والحكم واللوم.
إن كانت هناك شكوك بإصابة الطفل بجروح أو رضوض، فخذ الطفل لإجراء فحص طبي ولتقديم العلاج اللازم له، ويجب عرضه على المختص النفسي لعلاج ما يسمى بتفاعل ما بعد الصدمة، وللتغلب على مشاعر الخوف والقلق التي يصاب بها الطفل بعد الاعتداء عليه، ولإعادة التأهيل النفسي للطفل بعد أن اختلط لديه مفهوم الجنس والحب، وبعد فقدانه الثقة في نفسه؛ حتى تتلاشى لديه الأعراض التي رافقته.
Views: 8