ابو الاسود الدؤلي
هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، من ساداتِ التابعين وأعيانِهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدِّثيهم ومن الدهاة حاضرِي الجواب، وهو كذلك عالم نحوي وأول واضع لعلم النحو في اللغة العربية وشكّل أحرف المصحف، على الاصطلاح القديم بوضع النقاط على الأحرف العربية
اهم المعلومات عن ابو الاسود الدؤلي
يُعتبر أبو الأسود الدؤلي
من سير أعلام النبلاء وواحد من أكبر المؤثرين في اللغة العربية وله الكثير من الإنجازات البارزة وأهمها وضعه لعلم النحو وتأسيسه. كما يمثل الدؤلي أحد أفضل الشعراء الذين شهدهم الأدب العربي، وله العديد من القصائد المميزة التي لا يزال يُشاد بها حتى وقتنا الحالي. لذا يُعَد الدؤلي من المؤثرين النبغاء الذين حضروا إلى عالمنا في فترة ما، وفي هذه المقالة سنعرض لكم معلومات حول أبو الأسود الدؤلي وأهم إنجازاته المميزة
أهم كتب ابو الأسود الدؤلي
كان أبو الأسود الدؤلي في الأساس عالم وشاعر كبير له الكثير من المؤلفات المميزة التي تحدث فيها من علمه الذي اكتسبه وتفوق فيه.
كما أن لها الكثير من القصائد المميزة والتي أظهر فيها بجدارة براعته في علم الشعر والأدب، وقد تم جمع أشعاره في دواوين ومراجعتها من قبل مجموعة من الأدباء. ومنها:
- ديوان أبي الأسود الدؤلي لأبي سعيد الحسن السكري.
- ديوان أبي الأسود الدؤلي لعبد الكريم الدجيلي.
أهمّ إنجازات أبو الأسود الدؤلي
كان لأبي الأسود الدؤلي الكثير من الإنجازات والإسهامات البارزة، والتي أثرت بشكل بالغ في اللغة العربية بشكل عام.
خاصة وأنه كان يتسم بالعديد من الصفات الحميدة التي شهد له بها العلماء والفقهاء ورجال الدين أيضاً وأهم سماته الصبر والتعقل وحسن التدبير.
كما أنه بسبب خبرته وعلمه الغزير تتلمذ على يديه الكثير من الطلاب، وفيما يلي بعد أهمّ إنجازات أبي الأسود الدؤلي الشهيرة:
- وضع وتأسيس علم النحو والذي مثل لاحقاً أساس المذهب البصري في النحو.
- تأسيس قواعد اللغة العربية واللحن الخاص بالكلمات.
- ضبط كلمات المصحف الشريف من خلال وضع الحركات والتنوين.
- التمييز بين لحن الكلام عند العرب وغيرهم.
ماذا قدم أبو الأسود الدؤلي للغة العربية؟
ويُلقب بِلقب ملك النحو لوضعه علم النحو، فهو أول من ضبط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، المفعول به، المضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم، وكانت مساهماته في تأسيس النحو الأساس الذي تكوَّن منه لاحقاً المذهب البصري في النحو
قصة أبي الأسود الدؤلي مع علي بن أبي طالب :
أسس أبو الأسود الدؤلي علم النحو بعد حدوث اللحن في كلام العرب؛ نتيجة اختلاطهم بالموالي وغيرهم، وقد بيّن في مؤلفه الفاعل والمفعول والمضاف وحروف الجر والنصب والرفع والجزم، وقيل إنّ أبا الأسود الدؤلي أخذ علم النحو عن الإمام علي بن أبي طالب
وذلك عقب حادثة بينهم تتلخص فيما يأتي:
الرواية الأولى
دخل أبو الأسود الدؤلي على علي بن أبي طالب، فألقى عليه رقعةً من الجلد مكتوب فيها الكلام كله ثلاثة أشياء: اسم، وفعل، وحرف، فالاسم يُخبر عن المسمى، والفعل يُخبر عن حركة المسمى، والحرف يوجد معنى عن غيره، فقرأها أمير المؤمنين، وبيّن أنه كلام جيد، ثم تساءل ماذا يريد أن يفعل؟
فأخبره أبو الأسود أنّ هنالك لحنا كثيرا في كلام العرب ببلاد العراق، ويريد تأليف كتاب يُميز فيه بين كلام العرب وغيرهم، فدعا له أمير المؤمنين بالتوفيق نحو الصواب.
الرواية الثانية
دخل أبو الأسود الدؤلي على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو يفكر، ثم سأله بم يفكر؟ فأخبره أمير المؤمنين أنه سمع لحنًا في كلام العرب ببلاد العراق، ويرغب بتأليف كتاب في أصول اللغة العربية، فشجعه أبو الأسود على فعل ذلك، وأخبره أنّ هذه الخطوة تُحيي العرب، وتُبقي اللغة العربية.
ثم عاد أبو الأسود إلى أمير المؤمنين بعد مرور ثلاثة أيام، وقد ألقى عليه صحيفة مكتوب فيها “الكلام: اسم، وفعل، وحرف، فالاسم ما أنبأ المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم أو فعل”، ثم أمره أن يزيد على كلام الصحيفة.
كما أخبره أن الأسماء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر، وأن العلماء يتنافسون في معرفة النوع الثالث من الأسماء، ثم نفذ أبي الأسود ما طُلب منه، ومن بين ذلك حروف النصب إنّ، وأنّ، وكأنّ، وليت، ولعلّ، فزاد عليها الإمام علي بن أبي طالب حرف النصب لكنّ.
الرواية الثالثة
جرى حوار بين أبي الأسود الدؤلي وابنته في يوم من الأيام، فقالت له: “ما أحسنُ السماءِ؟” فأجابها:”نجومها”، فأخبرته أنها لا تتساءل بل تتعجب، فقال لها: “إذا فقولي: ما أحسنَ السماءَ!”، وقد شاع اللحن في كلام العرب حتى قال أبو الأسود الدؤلي:”إني أجد للحن غمراً كغمر اللحم”.
فذهب أبو الأسود الدؤلي مسرعًا نحو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقال له: “يا أمير المؤمنين، ذهبت لغة العرب لمّا خالطت العجم، وأوشك أن تطاول عليها زمان تضمحل”، ثم تساءل أمير المؤمنين عن الأمر، فأخبره أبو الأسود الدؤلي بالحوار الذي جرى مع ابنته.
وعندما علم أمير المؤمنين بالأمر بعث أبي الأسود الدؤلي لشراء صحفا بمبلغ درهم، ثم جعله يكتب فيها أن الكلام لا يخرج من اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، ثم حدد أصول النحو.
وفاة ابو الاسود الدؤلي
أصيب أبو الأسود الدؤلي في آخر حياته بمرض الفالج، مما سبب له العرج. توفي في البصرة في ولاية عبيد الله بن زياد سنة 69 هـ في طاعون الجارف، وعمره 85 سنة، وقد أعقب من الولد عطاء وأبا حرب، وابنة.
Views: 1
شاهد ايضا المزيد في المقالات التالية