شخصياة تاريخية

الشاعر ابو النواس

                 ابو النواس 

 

من هو ابو النواس ؟

هو أَبُو عَلِي اَلْحَسَنْ بْنْ هَانِئْ بْنْ عَبْدِ اَلْأَوَّلْ بْنْ اَلصَّبَاحِ اَلْحُكْمِيِّ اَلْمِذْحَجِي المعروف بِأَبِي نُوَاسْ (145هـ – 198هـ) (762م – 813م)، شاعر عربي ولد في الاهواز  ايران وتوفي في بغداد العراق ، يعد من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية ومن كبار شعراء شعر الثورة التجديدية.

حياة  ابو النواس

يعد الشاعر أبو نواس من أهم و أبرز شعراء العرب ، والمشهور بالخلاعة والمجون واللهو . وسنخصص في هذا المقال نبذة عن حياته ، والعوامل المؤثرة في تكوين شخصيته ، وباقة مختارة من أجمل أشعاره وقصائده .

أبو نواس والطفولة المعذبة

لم يكد ابو نواس يبلغ السادسة من عمره حتى توفي أبوه ، فنقلته أمه إلى البصرة ، وقامت على تربيته ، وسرعان ما دفعته إلى الكتّاب ، فحفظ القرآن وبعض الشعر . وقد ألمّت الفاقة بأمه ، فأسلمته إلى عطار يعمل عنده كأجير يبري عيدان الطيب .

وكان الشاعر يعمل بيديه في السوق ، و ممن لهم اندفاع قوي إلى الأدب والعلم ؛ فتتلمذ على يدي أبي عبيدة وخلف الأحمر الإمام اللغوي . فحصلت له ثقافة واسعة .

وقد روى ابن خلكان في تاريخه أن اسماعيل بن نوبخت قال : ” ما رأيت قط أوسع علما من ابي نواس ، ولا أحفظ منه ، مع قلت كتبه ” .

تمثال أبي نواس وسط العاصمة العراقية بغداد

في الصورة  يظهر تمثال لأبو النواس وسط العاصمة العراقية بغداد ، و الواقع في شارع سمي باسمه ( أبو نواس ) والذي يمتد على طول الضفة الشرقية جهة الرصافة من نهر دجلة .

وفي حادثة غريبة ، قام مجهولون بكسر أصابع يد التمثال الشهير وسرقتها ، وأقدموا قبل ذلك على إزالة البيت الشعري المنقوش عند قاعدة التمثال .

 

أبو نواس شاعر الخمر

أن البصرة كانت منارة ومركز علم في ذلك الزمن ، إلا أنها كانت لا تخلو من مجتمعات اللهو والمجون ، وكان أبو نواس من طبيعة مزاجه ميالا إليها ، ومما زاده إقبالا على هذه الدور ، تعرفه على الشاعر الخليع والبة بن الحباب ، فحثه على أن يصطحبه معه إلى الكوفة ، ولم يتردد الغلام ، فمضى معه .

يقال إن الذي أرغبه فيه حسن شعره وما سمعه على لسانه من قوله :

ولها ولا ذنب لها  *  حب كأطراف الرماح

في القلب يجرح دائما  *  فالقلب مجروح النواحي

وقيل أن سيرة أمه وانحرافها كانت تؤذيه ، فرحل بعيدا ، ولم يجد شيئا ينسيه همومه سوى معاقرة الخمر ، فسقط في جب الخلاعة والمجون ، وعرف أبو نواس بشاعر المجون والخمر آنذاك ، واستحق أن يكون زعيم شعراء الخمرة وأميرهم الذي سبق المتقدمين والمتأخرين ، وتلك كانت العوامل الأولى التي أثرت في شخصية الشاعر .

وهكذا نشأ ابو نواس مترددا ما بين حلقات العلم ودور المجون ؛ وقد أبى إلا أن يقوم لسانه على لغة عربية خالصة المعنى تتعلق بكل ما هو أصيل ، فأقام في البادية سنة ليأخذ اللغة عن أهلها . وكان قد ناهز إنذاك الثلاثين ، وبلغ  الثقة بنفسه ومن أدبه ، فطمحت أنظاره إلى بغداد ، حيث المال والجمال .

ديوان الشاعر أبو نواس

لأبي نواس ديوان شعر طبع في بيروت ومصر ، يتضمن حوالي 12 ألف بيت من الشعر ، مرتبة على اثني عشر بابا ، مرجعها إلى الخمر والمجون والغزل ، و المديح والرثاء ، والهجاء والوصف والطرد ، والزهد والعتاب وما إلى ذلك .

يرى الباحثون أنه قد نسب إلى أبي نواس شعر كثير ليس له ، ولا سيما في الخمر والمجون والطرد . ولا عجب في ذلك ! فقد أصبح المثل الأعلى لكل ما هو من الخمر والعبث وما يشبههما ، حتى نسج حول اسمه جم من الأساطير ، ونسب إليه كل ما جُهل مصدره من الأبواب التي برع فيها .

وبعكس ذلك فقد أهمل كثير من شعره الجديّ ، لأن أبا نواس لم يدوِّن شعره بنفسه ، بل دونه غيره بعد ثلاثين أو أربعين سنة من وفاته . وعلى ذلك يُظن أن أكثر الضعيف المنسوب إليه إنما هو من المنحول ، أو بما قاله ارتجالا في آونة الشرب والمجون .

بعض من اشعاره  في :

الغزل: تغنّى بجمال المرأة وحسنها، كما أظهر الشوق لها من خلال أبياته الشعرية، والوقوف على أطلالها بغرض الغزل العذري.

ومنها قوله: إِنَّ اِسمَ حُسنٍ لِوَجهِها صِفَةٌ وَلا أَرى ذا في غَيرِها اِجتَمَعا فَهيَ إِذا سُمِّيَت فَقَد وُصِفَت فَيَجمَعُ اللَفظُ مَعنَيَينِ مَعا

الحكمة: أخذ أبو نواس الحكمة من مذهب حكماء الهند، فاكتسبت أشعاره لون البلاغة الصادرة عن صاحب فكر وعقل.

ومن أشعاره:قل لزُهَير إذا حدَا رشَدًا أقللْ أوَ أكثِرْ فأنت مِهْذارُ سخُنْتَ من شدَّة البرودة حـ تَّى صرتَ عندي كأنَّك النارُ

المديح: حوت قصائد أبي نواس على المدح، فكانت بعض أشعاره تقوم على الثناء، وذكر محاسن الشخص الممدوح والتغني بها، إذ إنّه كان يرفع من شأن ممدوحيه في أشعاره .

ومنها قوله: إذا نحنُ أثْنينا علَيكَ بصالحٍ فأنْتَ كما نُثني وفوْقَ الذي نُثْني وإنْ جرَتِ الألفاظُ منّا بمِدْحَة لغيرِكَ إنْسانًا فأنتَ الذي نَعني

الهجاء: استطاع أن يعبر عن سخطه واشمئزازه من بعض الأشخاص، وذلك من خلال هجائهم في أشعاره وذمهم، وذكر عيوب صفات وخلقهم  .

ومن أشعاره في الهجاء: وَما أبقَيتَ مِن عَيلان إلّا كَما أبْقَت مِن البظر المَواسي وَما حَامَت عن الأحْسابِ إلا لِترفع ذِكرها بأبي نواس

 

Views: 1

شاركنا رأيك بما رأيت