الشرك بالله
■ الشِّرْكُ باللَّه، مصطلح إسلامي يشير إلى جعل شَريكٍ لله في العبادة والمُلك. ويعتبر الإسلام الشِّركَ باللهِ أكبرَ الكبائر، ويسمى صاحبه مشركًا. والشرك والكفر قد يُطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله أي: التكذيب والجحود بالله، وقد يُفرَّق بينهما فيُخَص الشرك بعبادة الأوثان أو النجوم وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله، فيكون الكفر أعم من الشرك.
■ ماهي أنواع الشرك ؟
قسّم بعض علماء المسلمين الشرك إلى نوعين:
شرك أكبر
وهو صرف العبادة كليًا لغير الله، أو اعتقاد صفات الأولوهية والربوبية بشيء غير الله. وهذا النوع مخرج عن ملة الإسلام، صاحبه مخلد في النار إن مات على ذلك ولم يتب.
الشرك الأصغر
هو نوع من أنواع الشرك، والذي لا يصل إلى الشرك الأكبر، ولكنه قد يؤدي إلى حدوث الشرك الأكبر، فالشرك الأصغر لا ينكر توحيد الله عز وجل والالتزام بشرائعه، وهو يعتبر من أكبر الذنوب بعد الشرك الأكبر، لكنه لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام، ولا يخلد صاحبه في النار إن دخلها، ولا يحبط العمل إلا الأعمال غير الخالصة لوجه الله تعالى، ولا يبيح الدم أو المال، ويعامل معاملة المسلمين عند الممات.
■ ماهي مظاهر الشرك ؟
■ يعتبر الشرك بالله -تعالى- أعظم الكبائر، والتي ينبغي على المسلم أن يوليها اهتماماً بالغاً، وذلك من خلال العلم بها، والحذر من ارتكابها، وللشرك مظاهرٌ كثيرةٌ يتوجّب على كلّ مسلمٍ الابتعاد والإقلاع عنها، وفيما يأتي بيان بعض تلك المظاهر التي انتشرت بين الناس:
● تعليق التمائم؛ ويراد بالتميمة؛ أنّها خرزةٌ كان يُلبسها العرب لأولادهم، ظانين أنّها تدفع عنهم شرّ الجنّ، وشرّ الأعين، والحسد؛ وذلك كتعليق النعل، أو الحديدة، وذلك يعتبر أيضاً من التمائم، وإنّ ذلك شركٌ، وفعلٌ محرّمٌ نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن فعله، بقوله: (من علَّقَ تميمةً فقد أشركَ).
● شدّ الرحال لأولياء الله تعالى؛ وإن ذلك من الأمور ذات الانتشار الواسع بين الناس، إلّا من رحم الله؛ ويُراد به: الذهاب إلى أضرحة الأولياء، والاستعانة بهم، والنذر والدعاء عندهم، وإنّ ذلك شركٌ واضحٌ يخالف نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَيَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ ما لا يَضُرُّهُم وَلا يَنفَعُهُم وَيَقولونَ هـؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِندَ اللَّـهِ قُل أَتُنَبِّئونَ اللَّـهَ بِما لا يَعلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الأَرضِ سُبحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ).
● الحلف بغير الله تعالى؛ كأن يحلف المرء بالأمانة، أو بالنعمة، أو بحياة النبي، أو بالأم، وغير ذلك، ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألاَ إنَّ الله ينهاكم أن تحلِفوا بآبائكم، فمَن كان حالفاً فليحلفْ بالله أو ليصمت)، وقد أرشد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من وقع في مثل ذلك أن يقول: (لا إله إلّا الله)، وأن يستغفر الله -تعالى- على ما بدر منه. إتيان العرّافين، والدجّالين، أو تصديقهم، وقد نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن ذلك؛ بقوله: (مَن أتى عرَّافاً فسأله عن شيء لم يُقبل له صلاةٌ أربعين ليلة)، ويدخل في الدجل والشعوذة؛ قراءة الفنجان، وتصديق أبراج الحظ، وغير ذلك الكثير من تلك الضروب. الطيرة والتشاؤم؛ كأن يتشاءم الإنسان من صوتٍ معينٍ، أو لونٍ معينٍ، أو كلمةٍ، وغير ذلك، وردّه ذلك عمّا كان سيفعله. الاستسقاء بالنجوم، ومنازل القمر. النذر والذبح لغير الله تعالى.
● التبرّك بالأشجار، والأحجار، والأضرحة. الرياء في القيام بالعمل، أو عند القيام بالعبادات، وإنّ ذلك من الشرك الأصغر.
ماهي عقوبة الشرك بالله ؟
● الشرك بالله: “هو اتّخاذ النّد مع الله تعالى في ربوبيته وألوهيته، فمن صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى فقد وقع في الشرك”، وقد رتّب الله عز وجل على الشرك بالله من عقوبات الدنيا والآخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه، وهذه العقوبات تختلف باختلاف نوع الشرك إن كان شركاً أكبر أم أصغر: مَن أشرك بالله شركاً مغلظاً ومات عليه فلن يُغفر له، قال عز وجل: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً).
● المشرك بالله شركاً مغلّظاً مخلّد في نار جهنم، قال عز وجل: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).
● الشرك بالله محبط للعمل، وموجب للخسران، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
● كتب الله على كل من أشرك به أن يعيش مذموما مخذولاً لا ناصر له، كما قال في كتابه: (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا).
● المشركون عند الله نجس محرم عليهم دخول حرم الله عز وجل،
قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
Views: 6