المطر الصناعي !!
يطلقون عليه مصطلح ” الاستمطار “
كثيراُ ما نلاحظ مرور سحاب داكن مشبع بالماء فوقنا، لكنها لا تمطر !!
لأنه ليس كما كنا نعتقد أن السحاب إذا تشبع بالماء وأصبح لونه داكناً تثاقل وأفرغ ما فيه من ماء !!
لكننا اكتشفنا أن هنالك عاملاً حاسماً لم نكن نعلمه
لقد اكتشف علماء الطقس بعد تتبع ودراسات علمية تجريبية أن تكثف البخار لكي يتحول لنقطة ماء يستلزم أن يكون له ( نواة ) يتكثف عليها ويغلفها
وبالدراسة والتتبع وجدوا أنه لابد أن تصطدم السحابة برياح تحمل غباراً دقيقاً فتتكون كل ذرة غبار أياً كانت وتكون مادتها بمثابة نواة لقطرة ماء تغلفها، بمعنى أنها عملية تلقيح تمامأً
لذا لاحظوا قول الله عز وجل
{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ – لَوَاقِحَ – فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } الحجر : 22
قرآن رهيب لم يترك شيئاً ..
تلك الآية بماذا تنفع أهل الماضي ؟ إنها هدية ورحمة مهداة من الله لنا نحن الآن في هذا العصر، والحمد لله رب العالمين ..
تفسير مقاطع الآية:
– وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ:
توضح الآية بجلاء أن الرياح تلقح، ولكن تلقح ماذا ؟ كان المعتقد في الماضي أنها تلقح النباتات فقط
– فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً:
هنا أوضحت الآية أنه تلقيح للسحب من أجل المطر
– فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ:
الهدف هو شرب الماء لأنه لولا المطر لما كانت هناك حياة من الأساس لا لإنسان ولا للحيوانات ولا للنباتات ولا للميكروبات ولا للجن بدون مياه عذباء
– وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ:
تشير الآية لموضوعين في تفس الوقت !! التخزين في الجسد ( بيولوجياً ) والتخزين في كوكب الأرض ككل ( جيولوجياً )
أولاً بيولوجياً :
لسنا له بخازنين ( في أجسادنا ) ولابد من خروجه مع البول والعرق والإفرازات الأخرى والجسد هو الذي يحدد ذلك ويوزعه بأمر الله !! وإلا مات الإنسان بعد ان ينتفخ ويصاب بالاستسقاء مثل مرض فشل الكبد
ثانياً جيولوجياً :
لسنا له بخازنين ( في كوكب الأرض )، وهذا ما حدث في كوكب المريخ من قبل !! إذ أن آثار المياه واضحة من وجود آثار بحيرات وأخاديد أنهار وقيعان بحار، لكن أين الماء ؟ غير موجود الآن !! ربما غار في باطن الكوكب أو تبخر وتسرب للفضاء ! ومازال علماء الأسترونومي يجتهدون لمعرفة ماذا حدث لكوكب المريخ ؟ لأن اختفاء الماء أدى لموت كل شئ تماماً على كوكب المريخ حتى الميكروبات .. سبحان الله رب العالمين
وبناء على معلومة ضرورة تلقيح السحاب كي يمطر نجحوا في جعل السحب تمطر !! وذلك عن طريق إطلاق غبار من طائرة تحلق وسط السحاب أو تسليط صاروخ من الأرض على السحابة، الصاروخ محمل بغبار يتم تفجيره وسط السحابة فينثر بها الغبار أياً كانت مادة الغبار من تراب أو دقيق أو نشادر أو غيرهم فيتكثف البخار حول كل ذرة غبار فتتكون نقطة الماء فتمطر لأن الماء أثقل من الهواء والبخار أخف من الهواء فيظل طائراً ومعلقاً …
ولكن كيف ذلك والله هو الذي ينزل الغيث ؟
{ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ – وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ – وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } لقمان 34
تلك الآية تتحدث عن الغيوب التي علمها عند الله ولا نعلمها نحن ( أقصد في عصر الصحابة وقت نزول القرآن )
فلنركز ونلاحظ في الآية اختلاف أسلوب الغيوب
– إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ:
لكن يجليها لوقتها في المستقبل للعلماء
– وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ
لكن أذن الله لنا أن نعلم كيف نجعل السحاب يمطر ( ولكنها بنسبة نجاح اقل من 1 % فقط من أجل أن نفهم الآية فقط ثم يظل الرزق بيد الله )
– وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ
لكن أذن الله لنا باختراع السونار لنعرف جنس الجنين فقط، ولكن لا نعرف ما في كتابه الذي يكتبه الملاك ولا نعلم مستقبله وهل هو صالح أم طالح ؟
– وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا:
** هنا نلاحظ تغير الأسلوب بزيادة كلمة ( وما تدري ) بمعنى أن الله لن يمنح أحد معرفة رزق غد
– وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ:
** هنا نلاحظ تغير الأسلوب بزيادة كلمة ( وما تدري ) بمعنى أن الله لن يمنح أحد معرفة مكان وزمان موته
## حيث الرزق والموت من أساسيات الاختبار في الحياة وبكشفهما سينتفي الاختبار
– إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ:
فالله يحدد ماذا يكشف لنا كلياً أو جزئياً، وبأي مقدار يكون الكشف { وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُۥ بِمِقْدَارٍ } الرعد 8
>>> ورغم عملية الاستمطار لا يزال أيضاً الغيث بيد الله وحده حيث الغيث رزق من الله وليس من أحد
لأن عملية الاستمطار تنجح مرة وتفشل 100 مرة، ولا يعلمون لماذا ؟ سبحان الله والحمد لله، وإنما كشف الله لنا فقط أسلوب الاستمطار حتى نفهم الآية القرآنية، فكل تطورنا وجميع اكتشافاتنا هي في الحقيقة لخدمة القرآن العظيم
إن الله يكشف لنا مجرد بعض معارف { وما اوتيتم من العلم إلا قليلاً } تلك الكشوفات لتدل أن القرآن الكريم هو كتاب الله ولكن دون أن نتحكم في الرزق والمصائر لأنها بيد الله وحده فقط، فالكشوفات العلمية فقط ليتحقق وعد الله:
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ – أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ – } فصلت 53
هل لاحظتم قول الله أنه على كل شهيد ..
والله لا يوجد في الكون كله أروع ولا أعظم من القرآن الحكيم، إنه شئ مذهل وفوق الوصف .. إنه كلام الله
أحبتي في الله،قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) ..لذا أنصحكم حباً في الله،أزيدوا بقوة من المشاركاتحتى يعم العلم على عباد الله فنحن أُمَّة لا نبخل على أحد، وتعلمنا الكرم والهمَّة من سيدنا محمد وصحابته الكرام= فالعلم مسئولية وأمانة أمام الله عز وجلحيث حذرنا رسول الله( من كتم علماً، ألجمه الله بلجامٍ من نار يوم القيامة )وبشرنا رسول الله ببشرى هائلة( من نشر علماً، بُعِثَ يوم القيامة أُمَّة وحده )فتخيلوا مدى رحمة وكرم وغفران وحب الله على أُمَّة بأكملها ؟فمن تعلم معلومة ونشرها كان عالِماً ( وما أبسط ذلك الآن في هذا العصر ) فالمسلم العالِم يسخَّر الله له كل شئ ليستغفر له، حتى الأسماك في البحار، حتى النمل في مساكنهم، حتى الحوائط والأسقف ومفروشات منزله، كل شئ يستغفر له، الملائكة وكل ذرة يستغفرون له !!وعندما يسير العالِم تصطف له الملائكة على الجانبين يبسطون له أجنحتهم تعظيماً وتوقيراً له، بل ويحتكون به حباً فيه وتقرباً منه>>> وما أذكره هو قليل من كثير في فضل العلم والعلماءوسيكون ذلك أكبر مفازة لو انتهزنا تلك الفرصة اليسيرة الآن …قال رسول الله ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )هل تريد أن تكون عالماً وخير الناس = إحفظ وأنشر هذا العلم الذي ساقه الله إليك بِقَدَرٍ ونعمة وفضل من الله على طبق من ذهب ..
Views: 0