لقد جاء في الأثر أن أربعةً من الملوك استطاعوا أن يحكموا رقعةً واسعةً من العالم، وكان لهم نفوذهم الكبير، وأثرهم العظيم في المشهد السياسي في أزمانهم، وسمي هؤلاء الملوك بملوك الأرض، ومن هؤلاء الملوك ملكان مسلمان هما: نبي الله سليمان بن داوود عليهما السلام، وذو القرنين، أما الآخران فهم كافران وهم بختنصر، والنمرود بن كنعان، وذكر ذلك ابن الطبري في تفسيره عن ابن عباس، كما ذكره ابن تيمية عن ابن مجاهد مع إضافة أنه سيكون هناك ملك خامس يملك الأرض، وهو المهدي عليه السلام الذي يخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً.
النمرود: ملك ظالم ادعي الربوبية في بابل بالعراق وجادل إبراهيم عليه السلام في ربه في قصتهما المشهورة في القرآن الكريم. وكان موت النمرود دليلاً علي أنه لا يملك حولا ولا قوة إلا بإذن الله فأرسل الله له جندياً صغيراً من جنوده تمثل في ذبابة أزعجته حتى دخلت إلى رأسه فكانت لا تهدأ حركتها في رأسه إلا إذا ضربوه بالنعال على وجهه و ظل هكذا حتى مات ذليلاً لكثرت الضرب على رأسه .
ذو القرنين: ظل ذو القرنين يدعو قومه إلى التخلص من الظلم ودعاهم إلى الإيمان بالله, فلم يجد إلا السخرية منهم. حتى أقبل عليه الشباب وزاد تابعوه علي من كفروا به, و رأى ذو القرنين في منامهـم رؤيا عجيبة وهي (أنه صعد إلى الشمس و اقتربت منهـا حتى أمسك قرنيها بيده )
فقص هذه الرؤيا على قومه الذين فسروها قائلين له بأنه سوف يصبح ملكاً ذو جيش كبير، وسيملك الدنيا من المشرق إلى المغرب.. فبدأ الجهلة من قوم ذو القرنين يستهزءون به.
و فسروا الرؤية على أن الملك الظالم سوف يضرب ذو القرنين على قرني رأسه أو أنه سيقتله ويعلقه من قرني شعره, و لهذه الرؤيا سمي ذو القرنين بهذا الاسم.
سليمان عليه السلام: لم تأت الأرض بملك مثله و لن تأتي حيث أن الله تعالى سخر له كل شيء, فقد سخر له الجن والإنس و علمه لغة الحيوانات وأخضع له الوحوش و جعل الرياح تحت أمره, ويعتبر أشهر حكام الأرض مطلقاً, بل لا يكاد يٌعرف أن غيره حكم الأرض أصلاً.
بختنصر:حكم أيضاً بابل وقبل حكمه كان قائد جيش جرار قوامه مائة ألف مقاتل عرف بشراسته وقوته، وذهب بجيشه للشام ودمشق فخافه الدمشقيون, وقدموا له أموالا عظيمة, ثم ذهب إلى بيت المقدس وكانت عاصمة بني إسرائيل, و يحكمهم ملك من نسل داوود – عليه السلام – فخرج إلى البختنصر و قدم له الطاعة, و طلب الصلح منه و أعطاه مثل ما أعطاه الدمشقيون بل, وبعد أن انتهى فزع بني اسرائيل الذين أغلقوا أبوابهم عند قدوم البختنصر, قاموا إلى ملكهم و قتلوه ونقضوا عهدهم مع بختنصر, الذي عاد إليهم, فتحصنوا ضده و لكن بختنصر تمكن من اقتحام المدينة, و قتل فيها الكثير و خرب فيها الكثير , و بقي بختنصر في بلادهم و أحرق ما وقع تحت يديه من التوراة و أبقى النساء, و الأطفال ليكونوا عبيداً لأهل بابل حتى بلغ عدد الأطفال تسعين ألف طفل, كان من بين الأطفال نبي الله عزير – عليه السلام.
Views: 2