شخصياة تاريخية

امرؤ القيس حياته ووفاته وأهم إنجازاته

امرؤ القيس 

امرؤ القيس ابن حجر الكندي (و. 496 – ت. 544)، هو شاعر جاهلي يمني الأصل، ويعد من أشهر شعراء العرب على الإطلاق، من أصحاب المعلقات، وامرؤ القيس لقبه واسمه حُندج أو عديّ، ويقال له الملك الضليل وذو القروح،يُعرف في كتب التراث العربية باسم الملك الضليل و ذي القروح كان أبوه سيد قومه وأمه فاطمة بنت ربيعة التغلبية أخت كُليب ومُهَلهِل

حياة امرؤ القيس

لقد كانت حياة امرئ القيس حياة لعبٍ ولهوٍ وطيشٍ، وكان ينتقل بين العرب مع بعض الرّجال من بني بكر وطيء وكلب لا مبالياً، فقد كانوا يغيرون على أحياء العرب ومنازلهم، ويتقاسمون ما يأخذونه منهم، وبقي على هذه الحال حتى جاءه خبر مقتل والده الذي غير حياته رأساً على عقب، فاستفاق من طيشه وانتقل إلى حياة الجد والعزم للأخذ بثأر أبيه، ولم يرض امرؤ القيس أي طريق للصلح مع بني أسد ( قبيلة قاتل والده)، فخرج إلى اليمن، فأقبل منها ومن ربيعة بجموع، أعانته على حربه عليهم فيما بعد

أهم إنجازات امرؤ القيس

بدأت معاناته بعد قيام بني أسد باغتيال والده حيث قال عندما وصله الخبر: “ضيّعني أبي صغيراً وحَمّلني دمه كبيراً، لا صحوَ اليوم ولا سكر غداً، اليومَ خمرٌ وغداً أمر”

جمع امرؤ القيس جيشاً كبيراً يتألف من قبيلتي بكر وتغلب معاً وهجم على بني أسد فقتل الكثيرين منهم، ولكن عندما أراد متابعة مطاردعتهم فتركه من كان معه.

كان ملك الحيرة المنذر بن ماء السماء يخاف من استعادة امرؤ القيس لسلطته على بني أسد فطارده هو وتابعيه من قبيلة كندة فلجأوا إلي الحارث بن شهاب اليربوعي، إلا أنّ الحارث هدده فسلم إليه الكنديين وقتل منهم 12 شاباً.

استطاع امرؤ القيس أن يهرب واستنجد بالقبائل دون أن يساعده أحد ولذلك لُقّب بالملك الضليل. بعدها قرر الاستنجاد بالسموأل وطلب منه أن يطلب من الحارث بن شمر أن يتواسط له عند قيصر الروم لينجده.

كان شعر الغزل عند المرؤ القيس فاحشاً يحكي تفاصيل قصصه الغرامية، وكان بذلك من أول شعراء العرب الذين اتبعوا هذا الأسلوب مخالفاً بذلك التقاليد المتعارف عليها، فذاع سيطه باللهو والمجون.

من أشهر ما نقل عنه هي معلقته التي قالها في القرن السادس والتي تُعتبر من أشهر المعلقات، وتوصف هذه القصيدة بأنها من أفضل ما قيل من الشعر العربي وقد نُظمت على البحر الطويل وكان عدد أبياتها موضع خلاف فقال البعض أنّها تتألف من 77 بيتاً وآخرون قالوا 81 بينما قال البعض 92.
إنّ الهدف الأساسي للقصيدة هو الغزل والوصف وتتضمن الوقوف على الأطلال ووصف الخيل والليل ورحلة الصيد حيث قال فيها:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ ………. بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها ………. لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

ثأر امرؤ القيس ووفاته

بعد أن عزم امرؤ القيس على قتل أكبر عدد ممكن من رجال قبيلة بني أسد ليثأر لأبيه، حاولت القبيلة التفاوض معه للتوصل إلى صلح، وبهذه الأثناء قدمَ إليه وفد من بني أسد وعرضوا عليه ثلاثة خيارات، إما أن يختار رجلًا من أشرف بيوت قبيلة بني أسد ويقتله، أو يقبل بالفداء الذي سيقدمونه له هم، أو أن يتفقوا على هدنة لعدة أشهر حتى تضع النساء الحوامل أبناءهن ويعدون الأسلحة والعتاد ويتهيؤون للقتال، ورفض امرؤ القيس الخيارين الأولين، وقبل بالثالث لأن لا شيء يعادل دم والده بالنسبة له.

وخلال فترة تأهب امرؤ القيس للقتال مع بني أسد واجهه خطر أكبر، وهو قدوم المنذر ملك الحيرة وهو العدو اللدود لقبيلة كندة، فقرر الاستيلاء على عرش الحيرة الذي أخذه منه الحارث الكندي وطرده خارجها، وقرار المنذر في غزو المنطقة لاستعادة العرش قد أثر سلبًا على ثأر امرؤ القيس، لأن القبائل التي كانت تستعد لنصرته أصبحت الآن أمام تهديد جديد، وبالتالي ستوجه طاقتها وأسلحتها وعتادها تجاه المنذر القادم لاحتلال المنطقة واستعادتها عنوةً، وهنا حاول امرؤ القيس اللجوء إلى حلول أخرى، وجاب الأرض بحثًا عن قبائل أخرى تُعينه على الثأر لأبيه، فوصل إلى السموأل، وهو شاعر عربي، أقام عنده لفترة من الزمن لحين يساعده بالوصول إلى قيصر الروم، فكان امرؤ القيس على استعداد للتعاون مع دول أجنبية معادية للعرب في سبيل الثأر لأبيه.

وبعد ذلك اتجه امرؤ القيس إلى بلاد الروم بصحبة عمرو بن قميئة الذي كان أحد خدم أبيه وهو من بني قيس بن ثعلبة، ووصل إلى بلاد الروم بعد رحلة مضنية، واستقبله ملك الروم وأكرمه وجمعتهما علاقة طيبة وقوية، ومدّه بجيش قوي، ولكن كان قد لحق بامرئ القيس رجل يدعى الطّماح، وهو من بني أسد جاء ليتجسس عليه ويعرف نواياه وامرؤ القيس كان قد قتل أخاه في السابق، وتمكن بعض الحساد والجواسيس من الإيقاع بين امرؤ القيس والملك، من خلال تشويه سمعة امرؤ القيس، وقالوا إنه كان يراسل ابنة الملك وكتب فيها شعرًا فاضحًا يشهّر بسمعتها، ولهذا قرر الملك الانتقام من امرؤ القيس فأرسل له عباءة منسوجة من الذهب ولكنها مسمومة، وما أن وضعها امرؤ القيس على كتفيه حتى دخل السم من مسامات جسده وقتله .

Views: 19

شاركنا رأيك بما رأيت