كلام للعائلة

تأثير المشاكل والخلافات الزوجية على الأطفال وطرق تجنبها

تأثير المشاكل والخلافات الزوجية على الأطفال وطرق تجنبها

تؤثر المشاكل العائلية بشكل كبير على صحة الأطفال وحالتهم النفسية والعاطفية، وقد تؤدي لتغيرات سلبية على سلوكيات الطفل، من جهة أخرى فإن الحياة الأسرية الطبيعية والمتوازنة تمنح الأطفال جوًا ملائمًا للنمو النفسي والعاطفي المثالي ،لا توجد علاقة أسرية خالية تمامًا من الخلافات والنزاعات، ومن الطبيعي أن يرى الأطفال والديهم يتجادلان من وقت لآخر، ولكن عندما يتواصل الوالدان مع بعضهما البعض بهدوء وإيجابية حتى أثناء الخلافات، ويعملان معًا على حل المشاكل فإن ذلك قد يحد من التأثيرات السلبية على الأطفال، ويساعد أيضًا في تطوير مهارات حل النزاعات، والتي يمكنهم تطبيقها على علاقاتهم الخاصة في المستقبل، سنقدم فيما يلي آثار المشكلات الزوجية والخلافات على نفسية طفلك وطرق تجنبها .

آثار المشكلات الزوجية والخلافات على نفسية طفلك

  الأطفال من جميع الأعمار بدايةً من عمر ال6 أشهر حتى ال19 عاماً، تتواجد لديهم حساسية واضحة تجاه الخلافات التي تحدث بين الأبوين والطُرق التي يستخدمونها لحل تلك الخلافات، ويُؤدي ذلك للتأثير على جوانب مختلفة من حياتهم ويظهر ذلك جلياً في عدة أمور.

فقدان الإحساس بالأمان العاطفي هناك علاقة بين إحساس الطفل بالأمان العاطفي وبين سلامة وأمان النظام العائلي داخل الأسرة، فالمشكلات المُدمرة التي تحدث قادرة على جعل الطفل يرى مدى ضعف الروابط العاطفية الأساسية لنجاته.

وهذا بدوره قد يدفعه إلى محاولة إنهاء المشكلات أو الانسحاب كُلياً، مما يؤثر على صحته النفسية فهذه الأساليب حتى وإن كانت ناجحة في تخطي الحياة العائلية الصعبة، إلا أنها تبقى معه في مختلف الجوانب مؤثرةً بذلك على طريقته في التعامل معها.

التأثير سلباً على العلاقة بين الأبوين والطفل المشكلات الأسرية لها أثر على الأبوين أيضاً، فالظروف القلقة تجعل منهم مُنسحبين غير قادرين على إمضاء وقتٍ كافٍ مع الأطفال، وهذا يجعل من نوعية العلاقة بينهم ضعيفة لعدم قدرة الأبوين على إظهار مشاعر دافئة ومُطمئنة للأطفال.

التأثير سلباً على الصحة في دراسة أُجريت على مدى 20 عام، تم فيها تحليل عينات من هرمون القلق (الكورتزول) الذي أُخذ من اطفال قرية في الكاريبيان، وُجِد أن الاطفال الذين عاشروا أبوين يتشاجرون باستمرار لديهم مستويات أعلى من الكورتزول على عكس الاطفال الذين يعيشون في بيئات منزلية هادئة. ونتيجة لذلك، كان هؤلاء الاطفال يشعرون بالتعب والمرض اكثر، مما يحول دون قدرتهم على اللعب والنوم بشكل جيد.

أما في دراسات أُجريت حديثاً، وُجد أن مستويات الكورتزول لبعض الأطفال تبقى دون المستوى الطبيعي، وهذا الاختلاف في أنماط مستوى الهرمون يُوضح الفروقات في السلوكيات التي كان يتبعّها الطفل لِمُجاراة المشكلات التي تحدث في منزله.

إضافة إلى تأثير المشكلات على بعض الأنظمة الفسيولوجية مثل الجهاز العصبي الودي (sympathetic) ونظيره غير الودي (parasympathetic)، الذين يُساعدونا على الاستجابة للتهديدات المحسوسة، فهناك علاقة واضحة بين نشوء الطفل في بيئة قلقة وبين المشكلات الصحية التي سيواجهها في حياته الراشدة التي قد تطال مناعته حتى.

الآثار السلبية على الأطفال نتيجة الخلافات الزوجية

  • سيمات خارجية وسلوكية مثل السلوك العدواني والتهجم وعدم الامتثال للأوامر، بالإضافة إلى التخريب.
  • سيمات داخلية نتيجة مُعالجة المشاعر السلبية داخلياً مثل الاكتئاب، القلق، الانسحاب وحالة عامة من عدم الرضا.

طرق لتجنب الخلافات الزوجية

  • احرصي على فتح الحديث مع زوجك والسماح له بالتعبير عما يدور داخله، مع إظهار التعاطف والتفهم لكل ما يقوله.
  • افترضي في تصرفات شريك حياتك أفضل النوايا وأحسنها، وذكري نفسك دائمًا بمقدار الحب الذي يحمله كل واحد منكما للآخر.
  • تذكري دائمًا أنكِ وزوجك فريق عمل واحد وأنكما غير متنافسين، وبالتالي عليكما وضع جميع الأوراق التي تخص الأسرة على الطاولة ومناقشتها واتخاذ قرار بشأنها معًا.
  • تجنبي نقد شريك حياتك وإلقاء اللوم عليه في المواقف السلبية، خاصة إذا كان حديثك هذا لن يفعل شيئًا حيال الواقع، وفي المقابل يمكنك الحديث عن أفضل طريقة للقيام بهذه المهمة في المرة القادمة.
  • كل الأشياء التي تودين التصريح بها لشريك حياتك، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكنك قولها له بلطف 

Views: 1

شاركنا رأيك بما رأيت