القراة الكريم

تفسير آية الكرسي , سبب تسمية آية الكرسي بهذا الاسم

تفسير آية الكرسي 

 

آية الكرسي 

                        ( بسم الله الرحمن الرحيم )

﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾

ماهو تفسير آية الكرسي

تعتبر آية الكرسي أعظم آيةٍ في القرآن الكريم، وقد نزلت آية الكرسي في المدينة المنورة ليلاً، فأمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زيداً بكتابتها، وذكر محمد بن الحنفية أنّه لما نزلت آية الكرسي: سقطت الأصنام، وخرّ الملوك وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهربت الشياطين يضرب بعضها بعضاً حتى أخبروا إبليس بالأمر، فأمرهم بالتحقّق، فجاءوا إلى المدينة المنورة، فوجدوها قد نزلت، ومن الجدير بالذكر أنّ آية الكرسي تضمّنت توحيد الله تعالى وصفاته العلا، وذكر ابن عباسٍ؛ أنّ أشرف آيةٍ في القرآن الكريم، هي آية الكرسي، وفيما يأتي تفسيرها:

قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ)؛فقد سمّى الله تعالى نفسه بالحيّ؛ أي الباقي الذي لا يموت، وقيل حيٌّ؛ لأنّه يُصرّف الأمور مصاريفها، ويُقدّر الأشياء مقاديرها، والقيّوم هو الذي لا يحول ولا يزول كما قال ابن عباسٍ رضي الله عنه، وعرّف الحسن القيّوم: بأنّه القائم على كلّ نفس بما كسبت؛ ليجازيها بعملها، فهو عالمٌ بها لا يخفى عليه شيءٌ منها، وقيل الحيّ: هو اسم الله الأعظم، وقيل: بل القيّوم هو اسم الله الأعظم، وكان دعاء عيسى -عليه السّلام- عند إحياء الموتى بإذن الله: (يا حيّ يا قيّوم)، ولمّا أراد سليمان -عليه السّلام- عرش بلقيس، دعا قائلاً: (يا حيّ يا قيّوم)، وكان دعاء أهل البحر إذ خافوا الغرق: (يا حيّ يا قيّوم).

قوله تعالى: (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ)؛فقد نفى الله تعالى عن نفسه السِّنة؛ وهي النعاس في العين، والنوم؛ هو الذي يزول معه الذهن في حقّ البشر، ومعنى ذلك؛ أنّ الله تعالى لا يدركه خللٌ، ولا يلحقه مللٌ بحالٍ من الأحوال.

قوله تعالى: (لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ)؛ويكون ذلك بالملك، فهو ربُ كلّ شيءٍ ومليكه.

قوله تعالى: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ)؛أذن الله تعالى للأنبياء والملائكة والمجاهدين والعلماء بالشفاعة لمن ارتضى لهم الشفاعة، فيشفعون لمّن أدخلوا النار.

قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ )؛ فبين أيديهم؛ أي الدنيا، وما خلفهم أي؛ الآخرة، كما قال مجاهدٌ؛ فمنعى الآية أنّ الله تعالى يعلم ما في الدنيا والآخرة.

قوله تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ)؛أي لا يعلم أحدٌ شيئاً إلا ما يريد الله له أن يعلمه، كما قال الخضر لموسى -عليه السّلام- عندما نقر عصفورٌ في البحر: (ما علمي ولا علمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من البحر).

قوله تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ)؛فقد اختلف المفسرون في معنى الكرسي، فمنهم من قال: كرسيّه علمه، ومنه الكرّاسة التي تضمّ العلم، وابن عباس والطبري من أصحاب هذا القول، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: بين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عامٍ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عامٍ، وبين الكرسي والعرش خمسمائة عامٍ، وقال آخرون: كرسيه؛ أي قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض، وقال مجاهد: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ في أرضٍ فلاةٍ، ويدلّ ذلك على عظم الله تعالى وعظم مخلوقاته.

قوله تعالى: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)؛ فلا يئوده؛ أي لا يُثقله، ويقال آدني بمعنى أثقلني وتحمّلت منه المشقة، والعلي هو القاهر الغالب للأشياء، وكانت العرب تقول: علا فلانٌ فلاناً؛ أي غلبه وقهره، وقيل: العليّ من علو المنزلة والقدر لا علو المكان؛ فالله تعالى منزّه عن التحيّز، والعظيم؛ أي عظيم القدر، والخطر، والشرف

ماهو سبب تسمية آية الكرسي بهذا الاسم ؟

 لِما ورد فيها من ذكر الكرسيّ ،قال تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ»، ولم يرد ذكر الكرسي في غير هذا الموضع من القرآن كلّه .

يقصد بالكرسي أساس الحكم وهو من الرموز التي تخص الملك “الألوهية المطلقة”، فإذا وسع كرسيه السماوات والأرض فقد وسعهما سلطانه وعظمته ، وهذا كناية عن عظم قدرة- الله تعالي- ونفوذ إرادته وواسع علمه وكمال إحاطته .

آية الكرسي: رفعها الله في بدايتها باسمه (الله) وفي نهايتها باسمه (العلي العظيم) ، لذا فهي ترفع كل من تعلق بها واستمسك بها ، كما قال النبي ﷺ “أنها سبب لحفظ من يحفظها ، كما أنها ترفع مكانته عند الله لتصل به لأعلى المنازل وأسماها “.

Views: 1

شاركنا رأيك بما رأيت