صلاة الجمعة
صلاة الجمعة صلاةُ الجُمُعة فرضٌ على كُل مُكلَّفٍ قادِر، ويُصلّيها المُسلمُ ركعتان، ولا تُعدُّ بدلاً عن صلاة الظُهر، فمَن لم يُدركها فُرضت عليه أربع ركعات الظّهر، وثبتَت فرضيّة صلاة الجمعة في العديد من الأدلة، كقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)،ووقتُها هو وقتُ صلاة الظُهر، وهو عند زوال الشمس إلى أن يصير ظلّ الشيء مثله، لِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام
ماهو وقت صلاة الجمعة؟
أجمع الفقهاء على أنّ وقت صلاة الجمعة بعد دخول وقت الظهر وزوال الشمس أي ميلها. وقد اختلف العلماء حول جواز صلاة الجمعة قبل الجواز على قولين:
القول الأول أنّ وقتها هو وقت صلاة الظهر ولا تصح قبل الزوال وهذا مذهب الجمهور: الحنفية والمالكية والشافعية واختاره ابن حزم وبه قال أكثر العلماء. وكان من أدلتهم من السنة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس” وغيره من الأدلة المنقولة عن السيدة عائشة رضي الله عنها وما نقل عن سلمة بن الأكوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القول الثاني يقول أن صلاة الجمعة تجوز قبل الزوال، وهذا مذهب الحنابلة وبه قال بعض السلف، واختاره الشوكاني وابن باز، وأدلتهم في ذلك، عن جابر رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة، ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس” وهذا يدل على أنهم كانوا يصلون الجمعة قبل زوال الشمس.
والأفضل هو صلاة الجمعة بعد الزوال مباشرة بعد دخول وقت صلاة الظهر خروجًا من الخلاف بين العلماء.
أداء صلاة الجمعة
صلاة الجمعة خطبتان وركعتان، وأداء صلاة الجمعة يحتاج من المُصلِّي أن يستمع للخطبتين أولاً ثم يُصلِّي ركعتيّ فرض الجمعة، وتُعدُّ صلاة الجمعة تامّة غير مقصورة، فقد ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: (صلاةُ الجمعةِ رَكْعتانِ، والفطرُ رَكْعتانِ، والنَّحرُ رَكْعتانِ، والسَّفَرُ رَكْعتانِ، تمامٌ غيرُ قصرٍ علَى لسانِ النَّبيِّ)،
وتفصيل كيفيّة أدائها فيما يأتي:
ركنيّ صلاة الجمعة صلاة الجمعة لها ركنان هما: الخطبة وصلاة ركعتين، والخطبة فرضٌ في صلاة الجمعة، فلا تصحّ الصلاة إلا بها، وأقل ما يُسمّى خطبة عند العرب الحمد والثناء على الله -تعالى- ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة إلى موعظة صغيرة عن أمور الدين والدنيا.
ثم يقوم الإمام بأداء صلاة ركعتيّ الجمعة جهراً بإجماع علماء الأمة.
ما يقرؤه الإمام في ركعتيّ الجمعة يُسنُّ للمصلّي أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الجمعة بعد قراءة سورة الفاتحة، وفي الركعة الثانية سورة المنافقون بعد قراءة سورة الفاتحة، فقد ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (وَأنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ)، وذهب بعض العلماء إلى القول بأنه يُسنّ للمصلي أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الجمعة وفي الركعة الثانية سورة الغاشية، ويستطيع المٌصلِّي أن يقرأ غيرها من سورة القرآن الكريم، حتى لا يؤدّي فعله إلى هجر باقي سور القرآن الكريم، وحتى لا يظنّ العوامّ أن الأمر مُلزمٌ ومُحتمٌ عليهم بقراءة السور السابقة.
الجهر في صلاة الجمعة يُسنُّ الجهر بالصلاة عند أداء ركعتي صلاة الجمعة، وهذا مذهب جمهور العلماء من الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة، وذهب الحنفية إلى القول بوجوب الجهر بالصلاة عند أداء ركعتي صلاة الجمعة.
سنّة صلاة الجمعة يُسنّ صلاة أربع ركعات قبل خطبة الجمعة باتّفاق الفقهاء، وذهب جمهور العلماء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى القول بأنه يُسنّ للمُصلّي أن يُصلّي أربع ركعات بعد الانتهاء من صلاة الجمعة أيضاً.
ويجب على المسلم السعي والإسراع لأداء صلاة الجمعة في المسجد وترك البيع والشراء في وقت صلاة الجمعة، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)،
ماهو حكم صلاة الجمعة ؟
إنَّ صلاة الجمعةِ واجبةٌ في حقِّ المسلم، وهي من فروض العينِ عليه، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ، فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيْعَ، ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
على من تجب صلاة الجمعة ؟
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ)،وبناءً على هذا الحديث يُمكن القول بأنَّ صلاة الجمعة تجب على كلِّ من توافرت فيه الشروط الآتية:المسلم. الذكر. العاقل. البالغ. الصحيح الحر.
Views: 4