صلاة العيد
صلاة العيد صلاة شرعها الإسلام ليؤديها المسلمون في يومي العيد؛ تكون المرة الأولى في عيد الفطر المبارك بعد الانتهاء من صوم شهر رمضان، وتكون المرة الثانية لصلاة العيد عند المسلمين في 10 من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى المبارك الذي يرتبط بأداء المسلمين لفريضة الحج.
ماهو وقت صلاة العيد ؟
يدخل وقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح ،أي ارتفاعها عن الأفق للناظر ، ويعادل مترين تقريبًا ، او زمنياً بقدر 15 دقيقة تقريبًا ، وحدده العلماء بزوال حمرتها، وينتهي وقتها بزوال الشمس
كم ركعه صلاة العيد وكم تكبيره؟
عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر، يختلف في الركعة الأولى عن الركعة الثانية، فصلاة العيد سنة نبوية مؤكدة حرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها أهله، وتؤدي صلاة العيد ركعتان، حيث يكبر في الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع، أما الثانية خمسًا سوى تكبيرةِ القيام والركوع، وتكون التكبيرات قبل قراءة القرآن
كيفيّة صلاة العيد
صلاة العيد ركعتان، وليس لها أذان ولا إقامة، كما هو معلوم وباتِّفاق الفقهاء؛ إلّا أنّ كيفيّتها تختلف من مذهب إلى آخر، كما يأتي:
الحنفيّة: تُكبَّر ثلاث تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، وثلاث تكبيرات في الركعة الثانية بعد قراءة القرآن.
المالكية والحنابلة: تُكبَّر ستّ تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية قبل القراءة.
الشافعيّة: تُكبَّر سبع تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية قبل القراءة.
ندبَ جمهور العلماء على قراءة سورة الأعلى بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الغاشية, استحبّ المالكيّة قراءة سورة الشمس في الركعة الثانية إن لم يقرأ الغاشية. ندب الشافعية قراءة سورة ق وسورة القمر في الركعة الثانية إن لم يقرأ المصلّي سورة الغاشية
ماهي سُنَن صلاة العيد ؟
تُسَنّ في صلاة العيد ما يُسنّ في غيرها من الصلوات، من الأقوال والأفعال، بالإضافة إلى سُنيّة عدّة أمورٍ أخرى فيها، وبيانها فيما يأتي:
الاغتسال قبل صلاة العيد، والتطيُّب لها، مع تخيُّر أحسن الثياب. تناول شيءٍ من الطعام قبل الخروج إلى صلاة عيد الفِطْر، ويُسنّ أن يكون حُلواً؛ كالتمر ونحوه؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ وقالَ مُرَجَّأُ بنُ رَجاءٍ، حدَّثَني عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني أنَسٌ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا).
الذهاب إلى مُصلّى العيد مَشياً على الأقدام، والحرص على مُخالفة الطريق في العودة من المُصلّى. النداء لصلاة العيد، بِقَول: “الصلاة جامعةٌ”، فلا يُشرع فيها أذانٌ أو إقامةٌ.
التكبير في الطريق إلى مُصلّى العيد، عند الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة؛ في صلاة عيدي الفِطْر والأضحى، والجهر به، أمّا عند الحنفيّة؛ فيُسنّ التكبير في الطريق إلى المُصلّى في عيد الأضحى، دون عيد الفِطْر، مع الجهر به.
الموالاة في القراءة في ركعتَي صلاة العيد؛ وذلك بعدم الفصل بين التكبيرات، والقراءة
ما هو حكم صلاة العيد هل هي سنة ام فرض؟
شرع الإسلام صلاة العيدين الصلاة الأولى في 1 شوال هجرياً من كل عام والثانية في 10 ذو الحجة هجرياً من كل عام، في السنة الأولى من الهجرة وهي: فرض كفاية عند الحنابلة، والإمامية، وسنة مؤكدة عند المالكية، والشافعية؛ وواجبة عند الحنفية.
ما حكم من فاتته صلاة العيد ؟
حكم من فاتته صلاة العيد تعدّدت آراء الفقهاء في حكم من فاتته صلاة العيد، وحكم قضائها بعد فواتها، وبيان أقوالهم فيما يأتي:
الحنفيَّة والمالكيَّة: ذهب الحنفيَّة والمالكيَّة إلى أنَّ صلاة العيد لا يتمّ قضاؤها بعد فواتها مع الإمام، وذلك لأنَّ وقتها قد فات وانقضى؛ وسبب ذلك أنَّ صلاة العيد تُعدُّ نافلةً من النَّوافل، والنَّوافل لا يتمُّ قضاؤُها، كما أضاف الحنفيَّة أنَّ صلاة العَيد تُعدُّ واحدةً من القُربات التي يُشترط فيها أمورٌ معيَّنة، وهذه الأمورلا تتحقَّق بالمُنفرد، بل تتحقَّق بالجماعة فقط، لذا لا تَجوز صلاتها للمُنفرد وتَصحُّ فقط مع الجماعة.
فإن استطاع الشَّخص اللَّحاق بإمامٍ آخر في صلاة العيد غير الإمام الأوَّل الذي فَاتته معه الصَّلاة جاز له فعل ذلك، أمَّا إن لم يَجد إماماً آخر وفات وقت صلاة العيد بالكُليَّة فعندها تفوت عليه، ولا يَستطيع قضاءها بعد ذلك.
الشَّافعية والحنابلة: ولهم قولٌ آخر في المسألة؛ حيث قالوا بأنَّ من تَفوته صلاة العيد مع الإمام يُسنُّ له قضاؤها مُنفرداً، وعلى نفس صفتها الأصليَّة، واستدلّوا على قولهم بجواز القَضاء بفعل الصَّحابي أنس بن مالك -رضيَ الله عنه-، حيث كان يَقضي صلاة العيد بعد أن تَفوته، وتكون عند قضائها على نفس صِفتها الأصليَّة التي تُؤدَّى عليها في وقتها الأصليّ تماماً كما يُفعل حين تُقضى الصَّلوات الأخرى؛ إذ إنَّها تُقضى على شكلها الأوّل وبدون تغيير.
وبناءً على ما تقدَّم نستخلص أنَّ كُلاًّ من الشَّافعية والحنابلة لم يَشترطوا لإقامة صلاة العيد ما يُشترط وجوده في صلاة الجُمعة، بخلاف الحنفيَّة الذين قالوا باشتراط إقامة صلاة العيد بالشُّروط التي تُقام عليها صلاة الجُمعة، وهذا هو سببُ تعدّد آرائهم في جواز قضاء صلاة العيد أو عدم جوازه؛ فمن اشترط وجود شُروط صلاة الجُمعة في صلاة العيد لم يُجز قضاءها للمُنفرد؛ لعدم تحقُّق الشُّروط في صلاته مُنفرداً، بينما على الطَّرف المُقابل الذي لم يَشترط في صلاة العيد وجود شُروط صلاة الجمعة أجاز للمُنفرد قَضاءها.
وأضاف كُلٌّ من الإمام مالك والأوزاعي في شأن النِّساء اللَّاتي لم يَشهدن صلاة العيد مع الإمام وأَرَدْنَ أداءها في وَقتها في بُيوتهنَّ، فلهُنَّ الصَّلاة مُنفردات ويُكبّرن في الصَّلاة عند أدائها كما يُكبِّر الإمام، وهذا من قَبيل الاستحباب لا الوُجوب.
وأمَّا إذا كان الأمر متعلِّقٌ بفوات صلاة العيد عن وَقتها بالكُليَّة لا فقط بأدائها مُنفرداً، فهنا يتَّفق الإمام مالك مع الإمام أبي حنيفة في عدم جَواز قَضائها.
Views: 8