قصة مثل لاتقول فول ليصير بالمكيول
أصل القصة
المثل الشعبي يقول: «لا تقول فول حتى يصير في المكيول» او لاتقول فول ليصر بالعدول .
بمعنى لا تستبق النتيجة حتى لو كان السباق في الأمتار الأخيرة، ومن قصصنا قصة بعنوان «الراعي وجرة السمن»، وقد يكون اسمها «الأعرابي وجرة العسل»، وأصل القصة جاء من كتاب «كليلة ودمنة – باب الناسك وابن عرس» لابن المقفع، والذي ترجمه من كتاب للفيلسوف الهندي بيدبا.
يحكي عن قصة المثل :
«زعموا أن ناسكًا كان يجري عليه من بيت رجل تاجر في كل يوم رزق من السمن والعسل، وكان يأكل منه قوته وحاجته، ويرفع الباقي، ويجعله في جرة فيعلقها في وتد في
ناحية البيت، حتى امتلأت، فبينما الناسك ذات يوم مستلق على ظهره، والعكازة في يده، والجرة معلقة فوق رأسه، تفكَّر في غلاء السمن والعسل، فقال: سأبيع ما في هذه الجرة بدينار، وأشتري به عشرة أعنز، فيحلبن ويلدن في كل خمسة أشهر بطنًا، ولا تلبث إلا قليلاً حتى تصير عنزاً كثيرة إذا ولدت أولادها. ثم حرَّر على هذا النحو بسنين، فوجد ذلك أكثر من أربعمئة عنز. فقال: أنا أشتري بها مئة من البقر، فلا يأتي عليَّ خمس سنين إلا وقد أصبت من الزرع مالاً كثيراً، فأبني بيتاً فاخراً، وأشتري إماءً، وعبيداً، وأتزوج امرأة جميلة ذات حسن، ثم تأتي بغلام فإذا ترعرع أدَّبته، وأحسنت تأديبه، فإن يقبل مني، وإلا ضربته بهذه العكازة، وأشار بيده إلى الجرة فكسرها، وسال ما فيها على وجهه». يقول راو في نهاية القصة «فانسكبت أحلامه الهلامية معه، وبات نادماً حزيناً كأن لم يغن بالأمس»، وآخر يقول «هذا جزاء من يصغي إلى تخيلاته».
يقول جبران خليل جبران: «لا توجد مصاعد الى النجاح وإنما هناك درجات»، وأحب تعريف النجاح على أنه ليس القفز في الهواء نحو الهدف، بل التحقيق المتدرج لهدف ذي قيمة والسعي وراءه والشخص الذي يقول لنفسه «سأصبح كذا أو كذا» ويسعى كل صباح جاهدا لتحقيق ذلك، والنجاح هو معلم المدرسة الذي يعلّم فيها لأن هذا هو المكان والعمل الذي يريد القيام به، والنجاح هو المرأة التي هي زوجة وأم لأنها تريد أن تصبح زوجة وأما وتقوم به على أكمل وجه، والنجاح هو رجل يدير محطة وقود لأن ذلك كان حلمه وما كان يريد القيام به، والنجاح هو البائع الذي أراد أن يصبح البائع الأول في منظمته، والنجاح هو أي شخص يفعل عن قناعة وشغف وظيفة محددة سلفا لأن هذا هو ما قرره عمدا، ولكن واحدا فقط من أصل 20 يفعل ذلك.
هل تعرف أن الأسد لا ينجح في الصيد إلّا في ربع محاولاته؟ أي أنه يفشل في 75% من محاولاته وينجح في 25% منها فقط؟!
ورغم هذه النسبة الضئيلة التي تشاركه فيها معظم الضواري إلّا أنه يستحيل على الأسد أن ييأس من محاولات المطاردة والصيد. والسبب الرئيسي في ذلك ليس الجوع كما قد يظن البعض، إنما هو استيعاب الحيوانات لقانون «الجهود المهدورة حتما»، وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها، فنصف بيوض الأسماك يتم التهامها، ونصف مواليد الدببة تموت قبل البلوغ، ومعظم أمطار العالم تهطل في المحيطات. ومعظم بذور الأشجار تأكلها العصافير.
حتى أننا عندما كنا أطفالاً تعلمنا المشي بعد سقطات كثيرة، كنا في كل مرة نبلغ دموعنا وننهض مجددا ضاحكين حتى أتقنا المشي، ولم نطلب من أمهاتنا أن يضمن لنا أننا لن نقع قبل أن نقوم بالمشي، لكن عندما يكبر الإنسان يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاحه في بضع محاولات يجعل منه إنسانا فاشلاً، لكن الحقيقة هي أن الفشل الوحيد هو «التوقف عن المحاولة»، والنجاح ليس أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسقطات، بل النجاح هو أن تمشي فوق أخطائك وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدرًا وتتطلع الى المرحلة المقبلة.
ولو كان هنالك من كلمة تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة: «استمر»، اي تابع ولا تيأس من المحاولة حتى تنجح
ومن هنا ياتي المثل لاتقول فول ليصير بالمكيول
او لاتقول فول ليصير بالعدول
اي لاتحلم بل اسعى وراه الحلم ليتحقق
Views: 100