ان مفهوم الخيانة العاطفية هي انه كل علاقة عاطفية غير شرعية تربط رجلا متزوجا أو امرأة متزوجة بطرف آخر خارج نطاق الزوجية)أو هو خرق لعقد الزوجين المفترض أو المنصوص عليه فيما يتعلق بالحصرية العاطفية و / أو الجنسية.
وبشكل عام فان الخيانة العاطفية تعني وجودَ علاقةٍ غير شرعية (لم تصل إلى حد الزنا) ، خارج إطار الزواج ، سواء أكانت مظاهر تلك العلاقة عبارة عن كلمات مباشرة ، أم بواسطة مراسلات أم عبارة عن تواصل عبر مكالمات هاتفية، أم لقاءات ذات أهداف عاطفية ، وما يترتب عليها من مشاعر جنسية وعلاقات عاطفية ، وان لم تصل العلاقة لدرجة الاتصال الجنسي.، وبهذا تكون المحادثات العاطفية واللقاءات الرومانسية والخلوة والمراسلات الغرامية عبر وسائل الاتصال وبرامج التواصل أو الإنترنت خارج نطاق الشرعية الزوجية كلها داخل في الخيانة العاطفية. ومع الانفتاح العالمي وثورة الاتصالات تعددت وسائل وأساليب وصور الخيانة الزوجية، فبرامج التواصل في تطبيقات الأجهزة الهاتفية، ومواقع التعارف على شبكة المعلومات العالمية (الأنترنت) أذكت ووسعت دائرة الخيانة من الممارسات العملية التقليدية (الزنا ومقدماته) إلى الجنس الصوتي أو المرئي أو كلاهما معاً (عبر برامج التواصل بالصوت والصورة مثل برنامج سكايب)، فضلاً عن مئات البرامج التي تُعنى بالتعارف بين الجنسين باشتراكات مالية رمزية.
علامات تدل على الخيانة العاطفية,
كثرة غياب الزوج عن أسرته، والتقصير في اللقاءات الأسرية، واعتذاره –أحياناً – باعتذارات وهمية.والخروج من البيت أو الانعزال عند استخدامه للهاتف في مكالمات مطولة ومريبة.
- الحرص على قفل الجوال والحاسب بأرقام سرية ، والاضطراب عند اقتراب الزوجة أو استخدامها لجواله.
- حب الزوج للعزلة في مكان في البيت، واعلامه للغياب أحيانا والبقاء لساعات طويلة.
- الإسراف في الوقت الذي يقضيه الزوج امام الحاسب، ودخول مواقع مشبوهة للتعارف بين الجنسين.
- فتور العلاقة العاطفية بين الزوجين، وخفوت جدوة الحب بينهما، وغياب اللقاءات الرومانسية، والكلمات الغزلية.
- تداول رسائل غرامية مع أرقام مجهولة أو بأسماء مستعارة في الوقت الذي تشتكي فيه الزوجة من الجفاف العاطفي.
أسباب الخيانة العاطفية,
الجفاف العاطفي:وتقصير الزوجة في اشباع زوجها عاطفيا وانشغالها بأمور البيت والأولاد مما يزيد في الاضطراب والقلق النفسي نظرا للجوع العاطفي أو الجنسي لدى الزوج. وقد كان من نتائج استطلاع مجلة الفرحة (2003 م، 79 : 44) أن 64% من الأزواج يرون أن إغفال الزوجة لاحتياجات زوجها العاطفية من حب وحنان تدفع الزوج لخيانتها.كما أكدت دراسة ترين أن نسبة عدم الرضا الجنسي عند الأزواج الذين عندهم أولاد دون 12 عاماً أكبر من نسبتها عند الأزواج الذين ليس لديهم أولاد دون هذا العمر؛ مما يكشف عن انشغال الزوجة بأولادها عن تحقيق الإشباع العاطفي والجنسي للزوج.
ضعف الوازع الديني: وهو سبب أساسي للخيانة بشكل عام فالرسول يقول:(لكل غادر لواء ينصب بغدرته). كشفت نتائج دراسة وايزمان وآخرون (2007 م) أن خطر الوقوع في الخيانة يرتبط ارتباطاً سلبياً مع درجة التدين، بمعنى كلما انخفض التدين زاد احتمال وقوع الزوج أو الزوجة في الخيانة.
وهذايعزز من أهمية عامل التدين في استقرار الأسرة عمومًا وتنمية الحب والود بين الزوجين. ، كما أظهرت نتائج دراسة (خليل، 1991 م)، أنّ قلة التدين وضعف الوازع الديني وعدم الخوف من الله ومراقبته يُعدُّ من أهم وأكبر الدوافع للخيانة الزوجية سواء على مستوى الأزواج أو الزوجات على حدٍ سواء، وقد احتل المرتبة الأولى في دوافع الخيانة.، وهذا بدوره يعكس أثر التدين في تحقيق الرضا الزوجي، حيث إن العديد من الدراسات تشير نتائجها إلى أن الأزواج المتديّنين أكثر انسجاماً من غير المتدينين ، مما ينعكس إيجاباً على إخلاص الزوجين وعدم الخيانة.
غياب الزوج أو الزوجة عن المنزل: والشعور بالغربة والحاجة إلى القرب من طرف آخر ليشبع الرغبة في الإشباع العاطفي، وقد جاء في دراسة الجوهرة آل سعود أن الاستخدم السلبي للانترنت في الخبانة العاطفية للزوج أو الزوجة ناتج عن غياب الزوج والزوجة لفترات طويلة خارج المنزل.
سوء استخدام الإنترنت:أشار مانتوفياني (2001 م) أن الإنترنت سلاح ذو حدين، ويحمل في فضائه الخير والشر والجيد والرديء وبالتالي فيمكن أن يستخدم للخير والسوء، ومن أكثر استخدامته السيئة هي الخيانة الزوجية والدخول على مواقع مخلة والتحدث مع النساء بعبارات خادشة للحياء كما يوجد الكثير من الممارسات الجنسية كرؤية الصور الإباحية والحديث الجنسي عبر المحادثات الصوتية والمرئية، وقد ذكر كوبر وآخرون (2001 م) أن قرابة 20% من مستخدمي الإنترنت قد تورطوا في علاقات جنسية مع أطراف أخرى، وكلما ازداد استخدام الإنترنت كلما ازادت الخيانات الزوجية الإلكترونية.
العلاقات الآثمة قبل الزواج: وربما كانت الخيانة مع زوجته الحالية قبل الزوج منها، والاستمرار في تلك العلاقات بعد الزواج. وقد حث الإسلام على حسن اختيار الزوج والزوجة عند الزواج فقال النبي (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة فقد قال النبي: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).
مخاطر الخيانة العاطفية,
الطلاق: يرى بعض الباحثين أن الخيانة العاطفية من التحديات الكبرى التي تهدد الاستقرار الأسري وتعصف بمنظومة القيم الاجتماعية ، وهذا ما توصل إليه (أماتو وبريفتي: 2003 م): إن الخيانة سبب رئيس للطلاق . وفي دراسة عن أسباب الطلاق الرئيسة في المجتمع الكويتي من وجهة نظر المطلقات ، تربعت الخيانة الزوجية في المقام الخامس من جملة 59 سببا للطلاق . وكذلك في المملكة العربية السعودية تمثل الخيانة الزوجية سبباً من أسباب الطلاق.
فقدان الثقة الزوجية: الثقة دعامة البناء في الحياة الزوجية ، وفقدانها يصدع جدار الأسرة ويوهن رباط الحب بين الزوجين، ومما يترتب على خيانة الزوج للزوجته فقدان الثقة بالزوج حتى بعد توبة الزوج واستقامته والاندفاع نحو التجسس وسوء الظن باتصالاته ومواعيد عمله .
العنف الزوجي: يرى الباحثان دالي ويلسون أن الخيانة هي من الأسباب الرئيسة للقتل الزوجي ، كما أنها سبب رئيس للعنف الزوجي.(ديفيد وتود، 1997، 193).
انحراف الأبناء: يرى (مبيض،2003 م) أن الخيانة الزوجية لها آثار نفسية واجتماعية على الأبناء ويختلف الأثر حسب عمر الطفل حيث يشعر بعدم الثقة وعدم الاستقرار ويشعر أن الحياة يغلب عليها الغدر؛ مما ينعكس ذلك سلبًا على سلوكه.
فتور العلاقة الزوجية: وذلك لاستغناء الزوج الخائن أو الزوجة الخائنة بإشباع الرغبة مع الطرف الثالث.
علاج الخيانة العاطفية,
تعزيز العلاقة بالله و تنمية الإيمان, لإن أهم الأسباب التي تدفع إلى الخيانة الزوجية هي ضعف الوازع الإيماني؛ كان لابد أن يكون تعزيز الإيمان ورفع مستوى التدين والخوف من الله أحد أهم العوامل التي تعين على الإقلاع من الخيانة و الندم عليها .
Views: 11