الخرف
يُستخدَم مصطلح “الخَرف” لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية. وقد تؤثر أعراض الخَرَف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به. ويُشار إلى أن الإصابة بالخَرَف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض.
ويكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف عادةً. وهو في الغالب أحد الأعراض المبكرة للإصابة بهذا المرض. ولكن فقدان الذاكرة وحده لا يعني أنك مصاب بالخَرَف، إذ قد تختلف الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة
الأعراض
تختلف أعراض الخَرَف بناءً على السبب. وتشمل الأعراض الشائعة:
تغيرات إدراكية
1-فقدان الذاكرة، والذي يُلاحظه عادةً شخص آخر.
2-مشكلات في التواصل أو التعبير بكلمات مناسبة.
3-صعوبة في القدرات البصرية والمكانية، مثل فقدان الطريق أثناء القيادة.
4-مشكلات في الاستدلال أو حل المسائل.
5-صعوبة في التعامُل مع المهام المعقدة.
6-صعوبة في التخطيط والتنظيم.
7-ضعف التناسق الحركي وصعوبة التحكم في الحركة.
8-الاضطراب والإحساس بالتيه.
التغييرات النفسية
1-تغيرات في الشخصية.
2-الاكتئاب.
3-القلق.
4-الهياج.
5-سلوك غير لائق.
6-الشك في الآخرين، وهو ما يُعرف بالبارانويا.
7-رؤية أشياء غير موجودة، وهو ما يُعرف بالهلاوس.
متى تزور الطبيب
• يوصى بزيارة الطبيب إذا كانت لديك أو لدى شخص عزيز عليك مشكلات في الذاكرة أو غيرها من أعراض الخَرَف.
• فمن الضروري تحديد السبب. وبعض الحالات المَرَضية المسببة لأعراض الخَرَف يمكن علاجها.
الأسباب
• يحدث الخَرَف بسبب تلف الخلايا العصبية وروابطها في الدماغ أو فقدانها.
• تتوقف الأعراض على المنطقة المصابة من الدماغ.
• وتتباين آثار الخَرَف من مريض لآخر.
• تُصنَّف أنواع الخَرَف غالبًا وفقًا للخصائص المشتركة بينها، فقد يُعد هذا التصنيف بناءً على ترسبات البروتين أو البروتينات في الدماغ في جزء منه.
• كما يُشار إلى أنه تتشابه أعراض الخَرَف مع عدد من الأمراض الأخرى.
• وقد يسبب تناول أنواع معينة من الأدوية حدوث تفاعل تصاحبه أعراض مماثلة لأعراض الخَرَف.
• وقد تظهر عليك أعراض الخَرَف أيضًا إذا لم يتضمن نظامك الغذائي قدرًا كافيًا من فيتامينات أو معادن معينة. وفي هذه الحالات، قد يساعد العلاج في تحسُّن أعراض الخَرَف.
الخرف التقدمي
* تتفاقم الحالات المتقدمة من الخَرَف بمرور الوقت. ومن أنواع الخَرَف التي تتفاقم ولا يمكن الشفاء منها ما يلي:
• داء آلزهايمر. وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف.
ورغم عدم معرفة جميع العوامل المسببة لداء آلزهايمر، فإن الخبراء يؤكدون على أن نسبة صغيرة منها تتعلق بحدوث تغيُّرات في ثلاثة جينات.
وقد تكون هذه التغيُّرات الجينية موروثة من أحد الوالدين.
ورغم ارتباط العديد من الجينات على الأرجح بداء آلزهايمر، فهناك جين واحد يزيد من احتمال الإصابة وهو جين صميم البروتين الشحمي E4 (APOE).
توجد لويحات وحُبَيْكات داخل أدمغة المصابين بداء آلزهايمر.
واللويحات هي تكتلات البروتين الذي يُعرف باسم بيتا-أميلويد.
أما الحُبَيْكات فهي كُتل ليفية تتكوَّن من بروتين تاو.
ويُعتقد أن هذه الكُتل تدمر خلايا الدماغ السليمة والألياف التي تصل بينها.
• الخَرَف الوعائي. يحدث هذا النوع من الخَرَف بسبب تضرر الأوعية التي تمد الدماغ بالدم.
ومن الممكن أن تسبب مشكلات الأوعية الدموية سكتة دماغية أو ضررًا في الدماغ بطريقة أو بأخرى، مثل الإضرار بالألياف الموجودة في المادة البيضاء بالدماغ.
من أكثر أعراض الخَرَف الوعائي شيوعًا صعوبة حل المشكلات وبطء التفكير وفقدان القدرة على التركيز والتنظيم.
وتكون هذه الاعراض في الغالب أكثر وضوحًا من فقدان الذاكرة.
• خَرَف أجسام ليوي. أجسام ليوي هي تكتلات بروتينية تشبه البالون، وجدت في أدمغة المصابين بخَرَف أجسام ليوي وداء آلزهايمر وداء باركنسون.
وخَرَف أجسام ليوي من أكثر أنواع الخَرَف شيوعًا.
تشمل الأعراض الشائعة التفاعل مع الأحلام أثناء النوم بتحريك الجسم ورؤية أشياء غير موجودة، وهو ما يعُرف بالهلوسة البصرية.
ومن أعراضه أيضًا مشكلات التركيز والانتباه. ومن مؤشراته الحركة غير المنسقة أو البطيئة والرُعاش والتيبس المعروف بالباركنسونية.
• الخَرَف الجبهي الصدغي. هو مجموعة أمراض، من أبرز خصائصها تدمير الخلايا ووصلاتها العصبية الموجودة بالفصين الجبهي والصدغي للدماغ.
وهذه المناطق ترتبط بالشخصية والسلوك واللغة. وتؤثر الأعراض الشائعة لهذا المرض على السلوك والشخصية والتفكير وتقدير الأشياء واللغة والحركة.
•الخَرَف المختلط. تكشف دراسات التشريح التي أُجريت على أدمغة مرضى الخرف من عمر 80 سنة فأكثر أن إصابتهم بهذا المرض ترجع إلى مجموعة من الأسباب.
ويمكن أن يجمع مرضى الخَرَف المختلط بين داء آلزهايمر والخَرَف الوعائي وخَرَف أجسام ليوي.
وما زالت الدراسات مستمرة لتحديد كيف يؤثر الخَرَف المختلط على الأعراض والعلاجات.
الاضطرابات الأخرى المتصلة بالخرف
داء هنتنغتون.
يحدُث داء هنتنغتون بسبب تغيُّر وراثي.
ويسبب هذا المرض ضمور خلايا عصبية معينة في المخ والحبل النخاعي.
ومن أعراضه تدهور مهارات التفكير، المعروفة بالمهارات الإدراكية. وتظهر الأعراض عادةً في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر.
إصابات الدماغ الرضحية. تحدث هذه الحالة غالبًا بسبب الإصابة بصدمات متكررة بالرأس. لذا،
قد يُصاب أشخاص مثل الملاكمين أو لاعبي كرة القدم أو الجنود بإصابات الدماغ الرضحية.
تتوقف أعراض الخَرَف على المنطقة المصابة في الدماغ.
قد تسبب الإصابات الرضحية في الدماغ الاكتئاب وسرعة الانفعال وفقدان الذاكرة وتأثر القدرة على الكلام.
وقد تسبب أيضًا بطء الحركة والإصابة بالأورام والتيبس. ومن الممكن ألا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات من التعرض للإصابة.
•مرض كروتزفيلد-جاكوب. يحدث هذا الاضطراب النادر في المخ عادةً عند الأشخاص دون عوامل خطر معروفة.
قد تحدث هذه الحالة بسبب ترسب بروتينات مُعدية تُسمى البريونات. وعادةً تظهر الأعراض المصاحبة لهذه الحالة المميتة بعد سن الستين.
لا يوجد عادةً سبب معروف للإصابة بمرض كروتزفيلد-جاكوب، ولكنه قد ينتقل بالوارثة من أحد الوالدين.
وقد ينتج أيضًا عن إصابة الدماغ أو أنسجة الجهاز العصبي كالتي تسببها عمليات زراعة القرنية.
• داء باركنسون. تظهر أعراض الخَرَف على الكثير من المصابين بداء باركنسون في نهاية المطاف. وعندما تحدث هذه الحالة، فهي تُعرَف بالخَرَف الناتج عن داء باركنسون
الوقاية
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من الخَرَف، ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها قد تساعد على ذلك. وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث، ولكن قد يكون من المفيد القيام بما يلي:
1-أبقِ عقلك نشطًا. قد تؤخر الأنشطة المحفزة للعقل بداية ظهور الخَرَف وتقلل من آثاره. اقضِ وقتًا في القراءة وحل الألغاز وممارسة ألعاب الكلمات.
2-كن نشطًا بدنيًا واجتماعيًا. قد يؤدي النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي إلى تأخير ظهور الخَرَف وتقليل أعراضه.
3-استهدف ممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة في الأسبوع.
4-أقلع عن التدخين. أظهرت بعض الدراسات أن التدخين في مرحلة منتصف العمر وما بعدها قد يزيد من خطر الإصابة بالخَرَف وأمراض الأوعية الدموية.وقد يقلل الإقلاع عن التدخين من مخاطر الإصابة ويحسن الصحة.
5-احصل على ما يكفي من الفيتامينات. تُشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين D في الدم يكونون أكثر عرضةً للإصابة بداء الزهايمر وأشكال أخرى من الخَرَف. ويمكنك زيادة مستويات فيتامين D عن طريق تناول بعض الأطعمة والمكملات الغذائية والتعرض لأشعة الشمس.
6-هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسة قبل أن يُنصَح بزيادة مَدخول فيتامين D للوقاية من الخَرَف. ولكن من الجيد التأكد من حصولك على فيتامين D بشكل كافٍ. كما أن تناول فيتامين B المركب يوميًّا وفيتامين C يمكن أن يفيد في ذلك.
7-تحكم في عوامل الخطر المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية. عالِج ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وداء السكري. وقَلِّل وزنك إذا كان زائدًا.
8-قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع الخَرَف. وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان علاج ارتفاع ضغط الدم يقلل من خطر الإصابة بالخَرَف أم لا.
9-عالج المشكلات الصحية. اذهب إلى الطبيب لتلقي العلاج إذا كنت مصابًا بالاكتئاب أو القلق.
اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا.
10-يمكن تعزيز الصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بالخَرَف عن طريق اتباع نظام غذائي مثل النظام الغذائي المتوسطي.
11-إذ يتميز بأنه غني بالفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة وأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي توجد عادةً في بعض الأسماك والمكسرات12- كما يمكن لهذا النوع من الأنظمة الغذائية تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، الذي قد يساعد كذلك على تقليل خطر الإصابة بالخَرَف.
13-احصل على قسط جيد من النوم. مارس عادات نوم صحية.
14-تحدث إلى خبير الرعاية الصحية إذا كنت تشخر بصوت عالٍ أو يتوقف نفَسك أو تلهث أثناء النوم.
عالج مشكلات السمع.
15-تزداد احتمالات التعرض لمشكلات في التفكير، تُعرف بالانحدار الإدراكي، لدى الأشخاص المصابين بفقدان السمع.
16-ويمكن أن يساعد العلاج المبكر لفقدان السمع،كاستخدام المعينات السمعية، على تقليل المخاطر.
Views: 1