حرب داحس والغبراء
وقعت حرب داحس والغبراء في مدينة نجد في الجزيرة العربية وتحديدًا في قرية دخنة عند جبل خزاز أو خزازي التابع لمدينة الرس بمنطقة القصيم وذلك بين فرعين من قبيلة غطفان وهما؛ قبيلة عبس وقبيلة ذبيان
حرب داحس والغبراء فكانت بين قبيلتي
قامت الحرب بين عبس وذبيان بسبب رهان على مائة من الإبل فى سباق للخيل بين الحصان “داحس” و الذي كان ملكا “لقيس بن زهير” من بنى عبس
والفرس “الغبراء” والتي كانت ملكا “لحمل بن بدر” من قبيلة ذبيان
حيث أوعز حمل ابن بدر لنفر من أتباعه ان يختبئوا فى الشعاب قائلا لهم “إذا وجدتم داحس متقدما على الغبراء فى السباق فردوا وجهه اي ان يخفوه او يقومو بنصب كمين اواي شيئ كي يلتهي عنه
كي تسبقه الفرس الغبراء فلما فعلوا تقدمت الغبراء. حينما تكشف الأمر بعد ذلك اشتعلت الحرب بين قبيلتي عبس وذبيان.
حيث دامت تلك الحرب أربعين سنة
واشتركت فيها العديد من القبائل العربية بصف بني ذبيان مثل قبيلة طيئ وهوزان التي كان لها ثأر لإغارة عبس عليهم لاعتقاد عبس بأنهم سبب مقتل زعيمهم زهير ومن قبله ابنه شأس بن زهير
وهي الحرب التي أظهرت قدرات عنترة بن شداد القتالية ومات فيها عن عمر جاوز الثمانين عاما إثر سهم مسوم أطلقة فارس يدعى الليث الرهيص كان قد عماه عنترة في تلك الحرب وانتهت الحرب بهزيمة قبيلة عبس وانقضاء سطوتهم على يد جيش حذيفة بن بدر الذي دخل ديار عبس بعد هروب قيس بن زهير زعيمهم، وخروج معظم جيش عبس في حراسة قافلة للنعمان بن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة بمئة جندي وترك على أبوابها جيشا قوامه خمسة آلاف فارس.
مات في هذه الحرب : عروة بن الورد وعنترة بن شداد وحمل بن بدر وعمرو بن مالك ومالك بن زهير انتهت الحرب بعد قيام شريفين هما الحارث بن عوف المري وهرم بن سنان المرّيّان الذبيانيان فأديا من مالهما ديات القتلى الذين فضلوا بعد إحصاء قتلى الحيين وأطفآ بذلك نار الحرب، وقد مدح زهير بن أبي سلمى هذا الفعل في معلقته
ما الذي اصلح بين داحس والغبراء؟
نتائج حرب داحس والغبراء
● حرب داحس و الغبراء اسفرت هذه الحرب طيلة الاربعين عام عن:
● قُتل فيها حذيفة و مجموعة من الرؤساء.
● امتدت حتى بداية الاسلام و لم تنتهي الا بوساطة الرؤساء.
● أٌعتبرت هذه الحرب من أطول الحروب اللذي خاضها العرب في عصر الجاهلية.
● أُشتهر من خلالها فارس مغوار و شاعر عظيم أسمه عنترة بن شداد العبسي.
● أسفرت هذه الحرب عن قتل الشاعر عروة بن الورد.
● انتصرت فيها قبيلة ذيبان بينما الخسارة كانت لقبيلة بني عبس.
● أُلفت قصائد تتحدث عن هذه الحرب منها قصائد زهير بن ابي سلمى.
● عنترة بن شداد هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي وُلد عام 525 م و توفي عام 608 م ، وُلد في منطقة نجد و هو من أشهر الشعراء في فترة قبل الاسلام و يعتبر فارس أيضا عانى في حياته من العبودية، لذلك عرف بسخطه على والده، عرف بالشعر الجميل و له معلقات مشهورة :
عرف بغزله الى أبنة عمه عبلة و من هذه القصائد :
يا عبل خلي عنك قول المفتري ألا يا دار عبلة بالطوى و سلي يا عبلة الجبلين عنا.
قصيدة داحس والغبراء
قام الشاعر المخضرم الزهير بن أبي ربيعة وهو أحد زعماء الشعر الجاهلي بتسجيل قصة داحس والغبراء في معلقته ، وكان ذلك بعد انتهاء الحرب التي دامت لأربعين عاما والتي كان شاهدًا على أحداثها ، وقد تعهد رجلان من أعيان ذبيان وهما ” الحارث بن عوف” و “هرم بن سنان” بدفع جميع التعويضات وديات القتلى من الطرفين حتى خمدت الحرب ، وقد أشاد الزهير بما فعله الرجلان في معلقته الشهيرة “أمِنْ أُمّ أوْفَى دِمْنَة ٌ لمْ تَكَلّمِ “.
نص قصيدة داحس والغبراء
يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا
عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً
بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ
بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ
عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ
يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ
يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً
وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ
فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ
مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ
أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً
وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ
فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ
لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ
يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ
لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ
وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ
وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
لعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ
بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ٠
Views: 2