مصطلحات دينية

العقيدة الإسلامية خصائصها وأركانها وأهدافها

العقيدة الإسلامية 

العقيدة أو العقيدة الإسلامية والعقيدة في الإسلام أصل العقيدة في اللغة مأخوذ من الفعل عقد، نقول عقد البيع واليمين والعهد أكّده ووثّقه.

وعقد حكمه على شيء لزمه. ومنه الفعل اعتقد بمعنى صدّق. يقال اعتقد فلان الأمر إذا صدّقه وعقد عليه قلبه أي آمن به، ويفهم من هذا أن العقيدة في اللغة تأتي بمعنيين الأول: العقيدة بمعنى الاعتقاد، فهي التصديق والجزم دون شك، أي الإيمان.

الثاني: العقيدة بمعنى ما يجب الاعتقاد به. ومن هنا يقولون الإيمان بالملائكة من العقيدة، أي مما يجب الاعتقاد به.

■ ماهي خصائص العقيدة الإسلاميَّة ؟

الكمال والشمول تختصُّ الشَّريعة الإسلاميَّة بالكمال والشُّمول؛ لأنَّها جاءت لجميع العالَمين، فلم تختصَّ بشعبٍ أو قومٍ معيّنين، وهي صالحةٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، فالله -تعالى- الذي خلق البشر هو العالم باحتياجاتهم ومنافعهم، فهو ليس مجرّد دينٍ وضعيٍّ، فالإنسان ناقصٌ ولا يستطيع أن يصل إلى الكمال مهما حاول، أمَّا الدِّين الإسلامي فقد وضعه الحكيم الخبير، قال -تعالى-: (تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).

نقاء المصادر أي إنَّ المصادر التي يستند عليها الدِّين هي مصادر صحيحة، فالعقيدة الإسلاميَّة الصَّحيحة هي القرآن الكريم وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- القوليَّة، والفعليَّة، والتقريريَّة، ثمَّ يأتي الإجماع الذي يكون مرجعه القرآن والسنَّة الصَّحيحة، وغيرها ممَّا لا يكون فيه بدعةٌ سيئةٌ ولا إضافاتٌ لا تمتّ للدِّين بصلة

البقاء والحرص فلِبَقاء هذه العقيدة الصَّحيحة حرص الله -سبحانه وتعالى- على حفظها لتصل إلى جميع الخلق في كلِّ الأزمان، قال -تعالى-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)، وهذه الكفالة تتضمَّن السنَّة، فقد وصلنا من السنَّة الصَّحيحة الكثير تبعاً لوعد الله -تعالى- لنا بحفظ الدِّين، فالسنَّة هي المصدر الشَّرعي الثَّاني بعد القرآن الكريم، وقد كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى، وإنَّما أحاديثه مرجعها الله -سبحانه وتعالى-.

التوقيفيَّة أي إنَّ العقيدة الإسلاميَّة مستمدَّةٌ من الله -سبحانه وتعالى- ووصلتنا عن طريق المصادر الشرعيَّة الصَّحيحة، فلا مجال فيها للزِّيادة ولا التدخُّل البشري، قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).

الغيبيَّة أُسس العقيدة الإسلامية قائمةٌ على الإيمان بالغيبيات، فهي ليست من الأمور التي تُعرف مباشرةً، فلا يمكن معرفة صفات الله -تعالى- دون دراسة العقيدة، وذلك ينطبق على كلِّ أمور العقيدة، قال -تعالى-: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ..).

التوازن جعل الله -عز وجل- في هذه العقيدة توازناً دقيقاً لم يُوجد قط في أيٍّ من الدِّيانات الوضعيَّة، حيث إنّ العقيدة الإسلاميَّة هي عقيدة الاعتدال والوسطيَّة، فقد جعل الله -تعالى- التوازن في المال، واللّذَّة، والعمل، والعقل، والمعرفة، والقوَّة، والعبادة، والقرابة، والقومية، والإنسانية، وكلُّ جزءٍ من مناحي حياة الإنسان.

تتسم العقيدة الإسلامية بعدد من الخصائص منها أنّها عقيدة كاملة وشاملة، ونقية المصدر، وتوقيفية متوازنة.

■ ماهي أركان العقيدة الإسلامية ؟

تقتضي العقيدة الإسلاميّة اليقين بعدّة أمور هيَ أصول الدين الإسلامي؛ حيث إنَّ المُسلم يعتقد، ويجزم بالله ربّاً وبنبيّه مُحمّد -عليهِ الصلاةُ والسلام- وبالأنبياء الكرام والكُتب السماوية، والملائكة، وبالقدر خيره وشره، وهذهِ هي أركانُ الإيمان التي ينبغي علينا الإيمان بها والاعتقاد الجازم بها

■ أركان العقيدة

تجتمع أركان العقيدة في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكِتابِهِ، ولِقائِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ)، فأصول العقيدة الإسلامية:

الإيمان بالله -تعالى- إلهاً يعبد وحده، ورباً مدبراً للكون ومسيراً له وحده، وأن لله وحده الأسماء الحسنى والصفات العلى التي لا يصح أن تُطلق على مخلوق.

الإيمان بالملائكة وما ذكر من صفاتهم، وأسمائهم، ووظائفهم، وعددهم ودرجاتهم.

الإيمان بالرسل والأنبياء، وما أنزل الله إليهم من كتب، وما أيدهم به من المعجزات، وأنّ مِن الأنبياء من لم يذكره الله -تعالى-، وأنَّ الله -تعالى- قد فضّل بعضهم على بعض. الإيمان باليوم الآخر وما يسبقه من أشراط الساعة الصغرى والكبرى، وما في الآخرة من أحداثٍ؛ كالنفخ في البوق، والبعث، والنشور، والصراط، والجنة، والنار.

الإيمان بالقدر خيره وشره، وأن الإنسان لا يخرج عن قدر الله وعلمه، وأن الإنسان له الاختيار والإرادة الحرة التي يفعل بها ما يشاء، ويُحاسب يوم القيامة على اختياراته، ولا يصح إسلام المرء إن فرّط بأصلٍ من هذه الأصول

■ ماهي أهداف العقيدة الإسلاميّة ؟

إن للعقيدة الإسلاميّة أهداف ومقاصد متنوّعة وعديدة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:

● تحقيق الإخلاص لله -تعالى- في النّيات، والأقوال، والأعمال، فينبغي أن يكون هدف الإنسان ومقصده إفراد الله -تعالى- بالعبادة.

● تمكين العقل من تخَلّيه عن كلّ ما يؤدّي إلى إحداث الخلل والشّتات والفوضى فيه، فهذا كلّه يحدث إذا كان قلب الإنسان خالياً من العقيدة السّليمة، ومتّبعاً لكلّ خرافةٍ وضلالةٍ وانحرافٍ.

● تحقيق السّلامة النّفسيّة، والاستقرار الفكريّ للإنسان، فالعقيدة الإسلاميّة تعمل على ربط المؤمن بالله تعالى، ممّا يؤدّي إلى اطمئنان قلبه، وسكينة نفسه.

● تصحيح العمل والقصد، وإبعاد أيّ انحراف أو ضلالةٍ يمكن أن تؤدّي إلى إحداث التّأثير فيه سلباً، وهذه الانحرافات يمكن أن تكون في العبادة، ويمكن أن تكون من ضمن المعاملات مع النّاس، ومن أسس العقيدة الإسلاميّة أن يؤمن الإنسان برسل الله تعالى، والإيمان بالرّسل يقتضي السّير على نهجهم، واتّباع طريقتهم التي فيها الحرص على سلامة العمل وصحّته.

● العزم القوي، والإرادة الصادقة، والجدّية في العمل، فيحرص المؤمن على اغتنام كلّ وقتٍ يمكن له فيه أن يكثر من العمل الصّالح الذي ينفعه في الدنيا والآخرة، والابتعاد عن كل عملٍ يمكن أن يقود الإنسان إلى الهلاك والعذاب، فإنّ من أسس العقيدة الإسلاميّة أن يؤمن الإنسان بأنّ الله -تعالى- سيبعث العباد يوم القيامة ويحاسبهم ويجازيهم على ما اقترفوا من الأعمال.

● تحقيق السّعادة في الدّنيا والآخرة، وذلك من خلال القيام بالأعمال الصّالحة، والسّعي لإصلاح الأفراد في المجتمعات.

● العمل على إنشاء أمّة قادرة على بذل كلّ ما تملك في سبيل خدمة دين الله تعالى، وإعلاء كلمته، والحرص على بقاء الدّين ثابتاً وراسخاً.

Views: 6

شاركنا رأيك بما رأيت