قصص وعبر

بافوميت,خادم الشيطان,قصص رعب

أتيتُ من اللاشيء، قاصدًا العدمِ..

وهذا أنا “بافوميت” ..

الخادم الأكثر وفاءً لإبليس..

لم يكُن كُل شيء كما خُطط لهُ “لوُسيفر” لذا توّجب على “بافُوميت” التدخُل لإضلال البشرية ومسح عقُولهم..

بيظهر لنا “بافُوميت” كأشهر “شيطان” موجود على الإطلاق في الكتابات التاريخية بأوروبا الوُسطى وشرُوحات الديانة اليـهُودية..

وأول ظهُور تاريخي قدرنا نُرصده كان عن طريق كتابات واحد من فُرسان الحملة الصليبية لما وصف الرُعب الي لاقاه مع زُملاءه بساحة المعركة..

أرسل خطاب للكنيسة مُناشدًا إياه ارسال المُساعدة فقال:

“كانُوا ليلاً يصيحُون ويُنادُون “بافُوميت” وكُنا نُصلي للرب في قلُوبنا، ولما طلع النهار طاردناهم وحاصرناهم حتى حدوُد المدينة، ولكن انتاب الجميع رُعبًا”..

نلاحظ هنا في الخطاب المُرسَل استخدام الجُندي للفظة “بافُوميت” وكأن المُرسل إليه يعلم تمامًا مدى ظلاميّة الاسم ودلالته..

والكلام ده كان سنة 1095 في مطلع الحملات الصليبية على الشرق الأوسط..

وعليه قدرنا نحدد إننا محتاجين نرجع لمصدر أقدم من الخطاب ده عشان نقدر نحدد فعلاً أول لقاء للإنسان مع “بافُوميت” وأيه دلالة المُصطلح الغريب ده أصلاً..؟

في كتاب “الزُوهار” اليـهُودي والي يُعد واحد من أكثر الكُتب التُراثية اليهُودية شيوُعًا وسط الأحبـار لقينا ما يلّي:

بافُوميت، هو شيطان من الجن كان موجود قبل نزُول آدم للأرض، ووكلهُ “لوسيفر” بالغواية وإضلال البشر,,

يعنّي بحسب التراجم والشرُوحات “بافوُميت” واحد من معشر “الجن” الي حضرُوا “سُوميا” أبو الجن وقائدهم الي حاول غزوّ السماء قبل كده فنزل عليهم عقاب الرب..

فنزلت الملائكة وأنزلت على “الجن” عذابًا شديد، وقضت عليهم جميعًا إلا فئة قليلة قدرت تُطاردها الملائكة وتنفيهم للجُزر بعيدًا والي منهم كان “بافُوميت” والي فضل مستنّي على الجُزر وسط المطاريد من بني جنسه..

هذا انتظـارًا طويلاً، لا يُمكن لأعتّى المُنتظرين تحملهُ، خصوصًا أن المصير مجهوُلاً..

في نفس الوقت زيّ ما أنتَ عارف اصطحبت الملائكة واحد من الجن..

واحد بس، وكان عابد تقيّ لله عزّ وجلّ، والي أنتَ عارفه دلوّقتي بإسم “إبليس” وظلّ الانتظـار يطُول..

حتى حدث ما لا يُمكن توقعهُ أبدًا..

بأحد الأيام..

سقط “لوُسيفر” من الملكُوت، وصار “ابليس” الذي “أبلَّس” من رحمة الله، بعد أن تكبر ورفض السجُود لآدم..

وقتها بحسب الشرُوحات الي قدمت لنا إن “إبليس” أوّكل الغواية والإضلال ل “بافُوميت” والي كان شايف زيّ باقي بني جنسه “استحقاقيتهم” بمُلك الأرض على الإنسان..

وعليه بدأت الخُطة الأكثر شرًا بالتاريخ..

انطفأت صفحات التاريخ والتُراث عن ورد اسم “بافُوميت” نهائي لحد ما وصل لنا مرة تانية, وعايزك ترجع كام سطر فوق كده لما واحد من الحملة الصليبية على الشرق أرسل خطابه الشهير للكنيسة..

في الفترة دي الكنيسة بأوروبا كانت شايفة إن سقُوط “القُدس” وبيت المقدس لسُلطة ومُلك الحملات الصليبية كان بوابة ومُفتاح لأنهم يقدرُوا يُرسلوا بعثات من الحُجاج لبيت المقدس أخيرًا..

بس العرب والمُسلمين كانوا بيعتدُوا على القوافل الي جايّة من أوروبا بغيّة قطع الطريق عليهم تمامًا، إضافةً طبعـًا لقُطاع الطُرق الي كان كُل همهم النهب والسرقة من القوافل دي..

فقررت الكنيسة إعداد مجمُوعة من المُحاربين المُتميزين الي أساسًا هُما “رُهبان” ذوّي عقيدة قوية جدًا، وعلم واسع ببواطن التاريخ في المنطقة عشان يكُونوا حُماة للقوافل دي..

وعدد المُقاتلين دُول كان “500” بالظبط..

واتعرفُوا بإسم “فُرسان المعبد” لأنهم أصلاً خريجين المعابد الكنسيّة بأوروبا وده الأصل الي منه هيتحركُوا..

وبالفعل كانوا بيصاحبُوا القوافل دي وصولاً لبيت المقدس، عشان يقوم الحُجاج المسيحيين بالحج لبيت المقدس وكنيسة القيامة بالقُدس..

ومع نجاح مهامهم، توطدت علاقتهم بالكنيسة وبقى ليهم سُلطة وقُوة مُطلقة في أوروبا كُلها..

بالتأكيد الوضع مُختلف عن جيش مُمثل لأحد الدُول، طبيعتهم مُختلفة تأتي من خلفية دينية ترسم لهم التقديس اللازم والغمُوض الكافي والقوة الضرورية..

بالتبعيّة ذاعت قوتهم وقُدرتهم وسط اوروبا بكاملها..

بس زيّ ما تم ذكره في الكُتب الي تناوّلت الموضوع ده..

في يوم من الأيام اتغيّرت كُل حاجة..

بافُوميت..

ذُكر روايتين في هذا الصدد منقدرش نحدد أيّهُما أدق، ولكن كلا الروايتين مُرعبتان لحد الجنُون..

الرواية الأولى بتتكلم عن إن في يوم ظهر لفُرسان المعبد أثناء إقامتهم شخص غريب، شكله مش مُعتاد، وحتى طريقة كلامه في مُنتهى الغرابة، ودلهم على مكان تحت بيت المقدس، حفروُا تحت منه لحد ما وصلُوا لمجمُوعة كُتب..

الكُتب دي كان كتبها الشياطين بنفسهم، وعرفنا ده عن طريق قصة وفاة سيدنا سُليمان في خطة خبيثة كان الغرض منها السيطرة الشيطانية على عقُول كهنة بني اسرائيل..

وده تجلّى في قصة “هارُوت ومارُوت” بعد كده..

الكُتب كانت مليّانة طلاسم وتعاويذ يقدروا من خلال كتابتها أو مُمارسة الطقُوس السوداوّية الي جُواها أنهم يتواصلُوا مع البُعد الآخر وتحديدًا “بافُوميت” بحد ذاته..

الرواية التانية بتقول إن بالكنيسة نفسها كان فيه مخطُوطات اتكلمت عن الكُتب المدفُونة تحت بيت المقدس دي وان الشياطين دستها تحت عرش النبي سُليمان للإدعاء على مُلكه..

وبسبب معرفة الرُهبان المُسلحين دُول للمعلومة دي، أول ما استقرت أموُرهم في القُدس، كانت خطتهم هي الحفر وايجاد الكُتب دي ومن ثمَ الاستحواذ على القُوة الماثلة في التواصُل مع البُعد المُظلم من الكوّن..

وعلى أيّ حال إن أيًا من الرُوايتين لا ينفيّا حقيقة وقوع تلك الكُتب في أيدي فُرسان المعبد..

الي أخدُوا الكتب ورجعُوا على أوروبا وتحديدًا استقرُوا في “فرنسا” وهناك أقاموُا في معابد مسيحية صغيرة مراسم التواصُل مع البُعد الآخر مُستخدمين الطلاسم والتعاويذ الي قدروا يُفكوا شفرتها من الكُتب دي..

عشان يتمثل لهم “بافُوميت” شخصيًا، والي بحسب اعترافات “فُرسان المعبد” فإن تمثُله كان مُختلف من شخص للتاني، يعنّي فيه الي شافه وكأنه رأس قطة على جسد انسان، وفيه الي شافه رجُل بثلاث رؤوس..

ومحدش اتفق على شكل واحد ليه، والأهم أنه كان بيوصيهم وصيات ينفذُوها مُقابل أنه يدلهم على مكان لكنز مدفوُن، أو طريقة يقدرُوا بيها يتحصلّوا على مبالغ طائلة..

وبالفعل..

قُوة وثروة “فرسان المعبد” وصلت لأنهم يقدروا يسلِّفوا ملوك وحُكام دُول..

التواصُل أو تحضير “بافُوميت” بحسب اعترافات فُرسان المعبد مكنتش بتم بشكل عشوائي ولا مُجرد قراءة من الطلاسم دي أو كتابتها على الجُدران..

الطقُوس كانت أشد ظُلمة مما تتخيّل حرفيًا..

ده قدرنا نعرفه من اعترافات فُرسان المعبد بعد كده ولائحة الاتهامات الي تم توجيهها ليهم والي كانت عُبارة عن 100 تُهمة..

تقدر تستنبط حتى شكل الطقُوس دي من بس قراءة لائحة الاتهامات والي تضمنت “البصق على الصليب، اللـواط، علاقات جنسية شـاذَة، قـتل لأطفال، اغتصاب” وكُل ده وأكتر كان بيتم على محراب المعابد الصغيرة الي كانوا بيتخذُوها كمكان لإقامة المراسم دي..

بعد فترة من وجودهم في أوروبا، أصدر الملك الفرنسي أمرًا بالقاء القبض عليهم وبعد تعريضهم للتعذيب اعترف كتير منهم بالاعترافات الي كانت صادمة ولازالت..

الموضوع كان مُرعب ومُقزز وقدروا يوصلوا لكم رهيب من السُلطة والنفُوذ لدرجة جعلتهم يتخدُوا الكنيسة والي هي القُوة الأعظم بأوروبا في العصُور الوُسطى زيّ ما أنتَ عارف..

بس كان فيه مُشكلة..

هرب مجموعة منهم من قبضة القوات الفرنسية وراحُوا على اسكتلندا وأسسوا مُنظمة جديدة أشد سرية، ولحد النهاردة مُستمرة في العالم تحت مُسمى “الماسُونية” أو البناؤون الأحرار والي قدروا من خلال تعاليم “بافُوميت” ليهم من أنهم يسيطروا على وسائل الإعلام والقُوى السياسية في العالم كُله..

كما انهم يعتبرُوا الكُتلة الاقتصادية الأقوى، والمُسيطرة على ما يُسمى بالاقتصاديات الشبحية، والي هي عُبارة عن حركات اقتصادية قائمة في الأسواق بس محدش قادر يُرصدها او يحدد حجم التحرُكات دي ولكنها ضخمة جدًا..

والعالم الآن يسوُقه عابدي “بافُوميت” أشهر شيطان في العالم..

بس أيه حكاية الصُورة المشهُورة بتاعة رأس الماعز بجسد انسان..؟

سيرة “بافُوميت” كانت بدأت تنتهي وتخفُت وسط العوّام، لأن بطبيعة الحال الجماعة “الماسوُنية” كان هدفها الرئيسي إنها تكُون سرية وتحافظ على نفسها من بطش الكنيسة والحُكام في أوروبا ومتتكررش نفس غلطة فُرسان المعبد..

المُريب بقى إن كُل الكتابات دي الي اتكلمت عن “بافُوميت” كانت قصائد وأشعار أو حكايات بتتكلم عنهُ وبتوصفه بأشكال زيّ الي في اعترافات فُرسان المعبد مُتفرقة ومش مُحددة..

لحد ما سنة 1856 خرجت للنُور رسمة “الماعز السبتيّ” والي أنتَ شايف تجسيد منها في الصورة المُرفقة للبُوست ده..

الفرنسي “إليفاس ليفي” الي كان كاهن وراهب بالكنيسة بفرنسا لحد سن ال26 قبل أن ينفصل عن الكنيسة ويكفُر بيها، وينضم للماسُونيين في عُمر الأربعين بحسب اعترافاته في الكُتب الي أصدرها..

قدم في السنة دي الرسمة بتاعة “الماعز السبتيّ” وقرر أنه يعرف العالم كُله على “بافُوميت” وشكله الحقيقي، بس بشوية تجويد أو تعظيم..

اللوحة الي قدمها “ليفي” كان هدفها تمثيل “ضد الأضداد” على حسب وصفهم، يعنّي تقديم “بافوميت” على إنه “رمز للتوازُن” في كُل شيء، نصف حيوان نصف انسان، الذكر والأنثى،
الخير والشر، المفعّل والمعطّل، وأنهُ يجمع كُل شيء..

وكتب عنه: بافوميت هو المعبُود الأكثر اتزانًا وتوازُنًا، ولا يُمكن لأيّ معبُود آخر أن يُقدم مثلما يقدُم بافوميت..

وسنة 1905 المُشعوّذ والدجال “أليستر كراولي” قابل مجموعة من الغجريين اتكلموا معاه عن “بافوميت” الي كانت سيرته بقت زيّ سر محدش يعرفه غير الي بيدوّر عليه..

كراوّلي عجبته جدًا الفكرة، وقرر أنه يحاول يتواصل مع “إبليس” بنفسه، وبعد رحلة طويلة من الدراسة ومُمارسة التعاويذ والطقُوس السوداء دي، كتب “كراولي” كتاب أطلق هو عليه “سفر الأسفار” بينما أطلق عليه بعد كده الناس بأنه “انجيل الشيطان” وذكر فيه “بافوميت” ووصفه وحكى حكاية أغرب من الخيال..

خلق الله الإنسان، ثُمَ أنزلهُ في الجنة، فطغى بها، وأكل آدم من الشجرة، فغضب الخالق وقرر القضاء على آدم تمامًا، إلا أنّ “ابليس” تدخل في الأمر..

قتقدم لله عزّ وجلّ وتشفّعَ للإنسان، وطلب منهُ ان يترك الإنسان، مُقابل أن يكُون “ابليس” مسؤولاً عنهم، اجاب الخالق طلب إبليس، فأُنزِلَ الانسان إلى الأرض، ولكنهُ بطريقةُ ما عبد الخالق نفسهُ ونسيّ إبليس..

أما بالنسبة ل”بافوميت” فهو الخادم المُطيع صاحب “لوسيفر” يُطيع أوامره ويتواصل مع الإنسان حتى يُخبرهم الحقيقة ولكن قلةُ ما تسمع..

المُهم إن الكلام المُخرِف ده نزل في كتابه الي عمل ضجة كُبرى زيّ ما قولت لك..

وسنة 1966 تم انشاء أول كنيسة لعبادة الشيطان، في الولايات المُتحدة على ايد “انطوان ليفي” الي ألف كتاب اسمه “انجيل الشيطان” وحكى فيه نفس كلام كراولي إضافة لأنه زوّد تشريعات وقيم تعامُلات بين البشر وبعضهم..

في حديقة الكنيسة الملعُونة دي والي موجودة لحد النهاردة فيه تمثال ضخم على نفس شكل “بافوميت” تم تقديمه بصفته رمزًا للشيطان..

وقاد “ليفي” العديد من المُناظرات لإثبات صحة مُعتقده وأفكاره في مُواجهة الدينيين، وبسبب أفكاره دي انتشرت نوّعية من الثقافة الشعبية في أمريكا والغرب عمومًا على هيئة الgothic أو الشيطانية..

امتدت جذورها للأدب والمُوسيقى لدرجة إن عبادة الشيطان دي وصلت لحد مصر في التسعينات من القرن الماضي..

وفي قضية شهيرة معرُوفة إعلاميًا بقضية “عبدة الشيطان” تم القاء القبض على المُنضمين لحفلات وطقُوس عبادة الشيطان والي كانت واخدة الطابع الأمريكي أكتر منها عن الأوروبي..

انطوان ليفي كان مُؤمن إن نوعيات مُحددة من المُوسيقى الصاخبة قادرة تمامًا على نقل الوعيّ الانساني الفردي لمُستوى روحاني مُتدني يقدر يوصل بيه للتواصُل مع الشياطين وعليه انتشرت في أمريكا ومنها للعالم وصولاً لمصر نوعيّات من المُوسيقى كانت سلبية الطاقة جدًا وقادرة فعلاً على استحضار طاقة سلبية ضخمة للأماكن دي..

وعليه استمرت عبادة الشيطان في الانتشار ولكن بشكل خبيث..

بس لو فكرت فيها..

الفكرة مكنتش أبدًا في طاعة الشيطان، أو بافوميت قدر استحضاره للمكان..

يعنّي أنتَ كانسان بتحاول طُول الوقت تحافظ على الطاقة الايجابية من خلال الروحانيات والعبادات المُطهرة، في مُقابل أنكَ مُمكن تخسر ده باستحضار طاقة سلبية شريرة للمكان تستبدل طاقتك المُوجبة لسالبة..

بس بافوميت لم يختفي..

تقدر تشُوف صور بافوُميت في أفلام الكارتُون على صورة رجُل طيب رأسه رأس ماعز وجسده انسانيّ، ودايمًا بيحاول الإعلام رفع اسم The Goat أو الماعز وإطلاقه على النجُوم المُحببين زيّ لاعبي الكُرة وغيرهم..

حتى إنك تشُوف مثلاً إن كلمة Goat هي اختصار لكلمة greatest of all time أو الأعظم على مرّ العصُور..

مُحاولة للسيطرة على الذهن وتقديم صوُرة الماعز بأنه الوجه المُتزن والعظيم للانسان..

يظل انسان العصر الحديث واقعًا في الفخاخ ولا يستطيع الانفلات منها..

حتى بعد أن علم عن بافوُميت..

الخادم المُطيع للشيطان..

Views: 19

شاركنا رأيك بما رأيت